رصدت "
عربي21"أجواء
الانتخابات البرلمانية بمصر، التي تميزت حتى الآن بعزوف الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم؛ حيث سجل مراسلوها مشاهداتهم.
ولاحظ مراسلو "
عربي21"، قلق المسؤولين في نظام عبد الفتاح السيسي تجاه عزوف الناخبين، وهو ما يفسر عدم إصدار بيانات رسمية واضحة بشأن أعداد أو نسبة المشاركين حتى الآن، والاقتصار على جهود التأمين والمتابعة. كما برزت حالة من الترقب الحكومي وتحركات في الأروقة لدفع المواطنين للتصويت.
وقد عقدت اجتماعات مكثفة من قبل أحزاب القوائم والانتخابية والموالية لتدارس الوضع، ومحاولة تدارك الانخفاض الملحوظ في الإقبال على
التصويت.
يترافق ذلك مع حالة لا مبالاة وعدم اكتراث من غالبية المواطنين
المصريين، باعتبار أن العملية محسومة لصالح رجال حسني مبارك والسيسي.
وأشار مراسلو "
عربي21" إلى ما يمكن وصفه بمقاطة للانتخابات من جانب المواطنين في أطراف الدولة، مثل النوبة وسيناء ومطروح؛ حيث لا يرى السكان أي أمل في تغيير أحوالهم المهملة منذ عشرات السنين.
ولاحظ مراسلو "
عربي21" تنامي حالة الاستياء لدى الشباب، وسط حضور ضئيل للغاية من جانبهم، حيث فضل أغلبيتهم المقاطعة.
وفي المقابل، لوحظ إقبال من بعض كبار السن على الانتخابات، ولكن بوتيرة أقل من السابق، وهو ما فسر بأنه توجه من هؤلاء لانتخاب المرشحين من الأعضاء السابقين في الحزب الوطني المنحل القديم الذي نشأوا عليه، وبدافع عصبي وقبلي.
وقد سجلت حالات لجوء لبعض رجال الأعمال والعصبيات إلى الرشوة الانتخابية بصورها المتعددة، وخصوصا لدفع المواطنين للمشاركة بشكل أساسي، ثم توجيه الناخبين إلى مرشحين بعينهم.
وفي ظل حالة اللامبالاة تجاه الانتخابات، برزت دعوات من جانب الإعلام المؤيد للسيسي لتفعيل الغرامة المحددة بـ500 جنيه لإجبار المواطنين على النزول إلى صناديق الاقتراع.
وفي ظل هذه الحالة، لاحظ مراسلو "
عربي21" اختفاء مظاهر الرقص والغناء أمام اللجان الانتخابية، وهي المظاهر التي صاحبت الانتخابات الرئاسية الأخيرة وعملية الاستفتاء على الدستور بعد الانقلاب، مع غياب الحفاوة بالبرلمان القادم، وتراجع مشاركة النساء.