قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن
السويد تعيش وسط أزمة بين الحكومة وملاك البيوت الخاصة، الذين تتهمهم بالتربح من كارثة اللاجئين، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من ظروف صعبة لتوفير الأسرة لآلاف اللاجئين، الذين يتدفقون أسبوعيا على البلاد.
ويشير التقرير إلى أن الحكومة بدأت باستخدام الخيام المدفأة، لإسكان تسعة آلاف لاجئ يصل أسبوعيا؛ بسبب نقص البيوت المتوفرة. مبينا أنه في الوقت ذاته وجهت الحكومة اتهامات للشركات الخاصة بوضع أسعار مبالغ فيها، لمساعدة الحكومة على استيعاب 80 ألف لاجئ، وصلوا إلى السويد هذا العام.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول مجلس إسكان اللاجئين في السويد تولي فيورغارد، قوله: "نحن نعيش من اليد إلى الفم". وأضاف أن خدمات مجلسه تعتمد بشكل كامل على
الشركات الخاصة. وعلق قائلا: "لا يفعلون هذا خدمة لنا، وهو قطاع خاص، وهذه فرصة لتحقيق الربح وبسرعة ممكنة، وهي فرصة مضمونة؛ لأن الحكومة تدفع الفواتير".
ويذكر التقرير أن المجلس قرر تخفيض سقف المعايير التي يعمل من خلالها، حيث يحاول تأمين 30 ألف سرير في نهاية العام.
وتلفت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء ستيفان لوفين اتهم مديري الشركات بالجشع، وتساءل إن كانوا يشعرون بشعور جيد "عندما تنظرون إلى وجوهكم في المرآة"، وهم يعرفون أنهم يحققون أرباحا طائلة من أزمة اللاجئين.
ويبين التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن وزير الهجرة مورغان يوهانسون شجب شركات الإسكان الخاصة، التي "تملأ جيوبها" بالمال، فيما يحاول بقية السويديين تجميع ما لديهم من مال لمساعدة اللاجئين.
وبحسب الصحيفة، فإن الإحصائيات تشير إلى أن أكثر من 86 ألفا تقدموا بطلبات لجوء هذا العام، وهو رقم تجاوز 84 ألفا خلال فترة حرب البلقان عام 1992.
ويفيد التقرير بأن عددا كبيرا من الأطفال وصلوا إلى السويد بمفردهم، ما يقتضي وضعهم مع عائلات لتوفير الرعاية لهم. وهو ما جذب استثمارا في مجال مربح أضعاف ما تجنيه الشركات من توفير السكن.
وتورد الصحيفة أن شركة "إليرز"، التي تملكها عائلة ويلينبرغ المؤثرة، اتهمت بالتربح، ورفضت التعليق على تقارير صحافية قالت إنها تتقاضى 84 ألف كرونا سويدية (أي ما يعادل ستة آلاف جنيه إسترليني) في الشهر، من أجل توفير عائلة تعتني بطفل لاجئ.
ويشير التقرير إلى أن شركة "فاردغا"، التي تعرضت للنقد؛ بسبب مستوى الخدمة الفقير الذي تقدمه للعجزة، علقت بأن العناية بالطفل تحتاج إلى نفقات عالية وفترة طويلة. وهو ما يعني 200 يورو في اليوم، بحسب مدير الشركة فردريك غرين، الذي قال إنه "بعد ثلاثة أعوام من العمل في هذا المجال، لا نكاد نغلق الحسابات".
وتوضح الصحيفة أنه بالنسبة لشركة "جوركايو"، المتخصصة بتوفير السكن للبالغين، فقد ضاعفت من خدماتها بنسبة ثلاثة أضعاف، في الفترة ما بين 2013 إلى 2014. وفقد مدير الشركة بيت كارلسون أعصابه عندما سألته صحافية عن أرباح الشركة، ووصفها بالحماقة.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن كارلسون قد أنشأ حزبا معاديا للاجئين، وأعلن عن حملة في الأسبوع الماضي تطلب من اللاجئين عدم الحضور إلى السويد؛ لأن البلد مزدحم بالسكان.