كشفت الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (
حماس) خالد
مشعل، رفقة وفد من الحركة، لدولة جنوب أفريقيا بدعوة من الأخيرة، تخوف كل من
السلطة الفلسطينية والاحتلال
الإسرائيلي من توسع علاقات حماس الخارجية.
وأثارت الزيارة الرسمية الأولى لوفد حماس لجنوب أفريقيا، غضب إسرائيل التي استدعت سفير دولة جنوب أفريقيا لديها.
وردا على هذه الزيارة، التي التقى فيها مشعل برئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، عبرت الخارجية الإسرائيلية أمس الإثنين عن "غضبها وصدمتها" من دعوة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ووفد من الحركة لزيارة البلاد.
لكن السلطة الفلسطينية فهمت من الزيارة على أن الأمر له علاقة بضغط أمريكي عليها، عن طريق فتح قنوات اتصال بحركة حماس.
فرغم أن خالد مشعل أعلن أن حماس وقعت على رسالة نوايا مشتركة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب أفريقيا، إلا أن السلطة الفلسطينية تصر على أن أمور غير معلنة قادت مشعل إلى جنوب أفريقيا.
واستندت السلطة على تقرير سابق لصحيفة "الغارديان" البريطانية قالت فيه بأن المخابرات الأمريكية في 2012 حاولت ترتيب لقاء مع حماس عن طريق المخابرات الجنوب أفريقيا، لأن الإدارة الأمريكية لا تسمح بلقاء مباشر مع حماس، لكونها مدرجة على قائمة الإرهاب.
وكشفت "الغارديان" عن أن عملاء المخابرات الأمريكية والجنوب أفريقيا التقوا في القدس، من أجل أن تفتح المخابرات الجنوب أفريقيا قنوات اتصال مع حماس.
وأوردت "الغارديان" رسالة توصل بها عملاء "سي آي إي" من عميل جنوب أفريقي، تتحدث عن فتح علاقة مع حركة حماس لصالح المخابرات الأمريكية.
وتخشى السلطة الفلسطينية أن تحقق حماس انتصارا سياسيا عن طريق فنح قنوات اتصال مع دول القارة الأفريقية وبعض الأنظمة الدولية الأخرى. وإذا تمكنت حركة حماس من تحسين علاقاتها بالدول العربية ذات التأثير كالسعودية ومصر، فإن دور السلطة الفلسطينية بقيادة عباس
أبو مازن سيضعف.