زعمت وكالة
إيرانية أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، "انضم إلى صفوف المتراجعين عن تبجحاتهم، ليعلن الاثنين في الرياض خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني أنه يمكن لرئيس النظام السوري بشار
الأسد البقاء في السلطة إلى حين تشكيل حكومة انتقالية في
سوريا"، وفق قوله.
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية، قوله إن "الإنجازات التي يواصل جيش النظام السوري تحقيقها على الأرض خلال الأسابيع الأخيرة هي التي دفعت الجبير إلى تصريحاته تلك، بعد أن كان لا يفتأ يؤكد رحيل الأسد من السلطة شرطا مسبقا لوقف ما أسمتها "المؤامرة الكونية ضد سوريا المقاومة" .
لكن الجبير قال في مؤتمر صحفي مع نظيره فرانك الألماني فالتر شتاينماير، إنه "يجب أن يتنحى الأسد بعد تشكيل الهيئة الحكومية الانتقالية".
وأضاف الجبير أنه "يجب ألا يكون للأسد أي دور في الحل السياسي"، مشيرا إلى أنه يستطيع البقاء خلال عملية تشكيل السلطة الانتقالية، لكن ما إن تتشكل هذه الهيئة وتصبح قادرة على الحكم فإنه لن يكون للأسد دور حينها"، مؤكدا أن "الشعب السوري هو من يقرر، ولكن الواضح منذ بداية الأزمة، أن لا مستقبل للأسد في سوريا".
وعلّق الكاتب الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في تغريدة له على "تويتر"، بالقول: "يفهم البعض أن تصريح الجبير عن القبول ببشار في مرحلة انتقالية تنازل سعودي.. الصحيح أنه الموقف ذاته. فقوله انتقالية يعني نقل السلطة من بشار إلى غيره".
"أنقرة مستعدة للقبول بفترة انتقالية في سوريا"
في السياق ذاته، نقلت قناة "
روسيا اليوم" عن مسؤولين في الحكومة التركية، الثلاثاء، قولهم إن أنقرة مستعدة للقبول بفترة انتقالية في سوريا مدتها ستة أشهر، قبل رحيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤولين اللذين لم تكشف عن هويتهما، قولهما: "يجري إعداد خطة لرحيل الأسد. ويمكنه أن يبقى مدة ستة أشهر، ونحن سنقبل بذلك، لأنه من المقرر أن تكون هناك ضمانات على رحيله".
وأوضحا أن هناك تقدما في المفاوضات في هذا الشأن بين
تركيا والولايات المتحدة والحلفاء الآخرين، وأقر بعدم توصل الأطراف حتى الآن إلى إجماع حول موعد بدء المرحلة الانتقالية والعد العكسي لرحيل الأسد.
لندن متمسكة برحيل الأسد "في مرحلة ما"
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، الثلاثاء، إن بلاده تصر على رحيل الأسد "في مرحلة ما"، في إطار أي اتفاق تتوصل إليه القوى العالمية لإنهاء الصراع.
وقال هاموند في تصريح له في مجلس العموم البريطاني: "نحن على استعداد للتواصل مع كل من يريد التحدث عن شكل الانتقال السياسي في سوريا، لكننا واضحون جدا فيما يتعلق برؤيتنا في أنه لا بد في مرحلة ما أن يرحل الأسد."
وأضاف أن اقتراحا بإقامة مناطق آمنة في شمال سوريا لاستخدامها قاعدة لقتال تنظيم الدولة "اقتراح غير عملي".
موسكو تنفي عقد صفقة مع السعودية بخصوص الأسد
نفى الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، الأنباء التي تحدثت عن عرض الرياض مبالغ مالية على موسكو مقابل تخليها عن دعم الحكومة السورية.
ووصف بيسكوف في تصريحات صحفية له الثلاثاء الأنباء التي تحدثت عن "صفقة" بين موسكو والرياض تقتضي إبعاد الأسد عن السلطة، بأنها "مختلقة إعلاميا".
وفي معرض تعليقه على الأنباء حول رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قام بتسليمها السفير الروسي لدى بغداد إيليا مورغونوف، قال بيسكوف: "إنكم على علم بتبادل المعلومات بين موسكو وبغداد، بما في ذلك تنسيق الخطوات في سياق العملية العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة الروسية في سوريا".
ويؤكد الجانب الروسي باستمرار أن دعمه لدمشق ليس مرتبطا بشخصيات معينة في القيادة السورية، بل يأتي في سياق محاربة الإرهاب وتشجيع العملية السياسية، وفق ادعائه.
وتقول موسكو إنها لا تتدخل في تغيير الأنظمة، وترى أن الشعب السوري هو صاحب القرار فيما يخص مصير الأسد، في حين أنها تشن غاراتها على مواقع المعارضة السورية، وفق تقارير غربية وأمريكية.