جاءت العمليات العسكرية الروسية في
سوريا، لتغير من مهام
مراصد المعارضة، التي تُعنى برصد ما يتم تداوله بين عناصر قوات النظام ومليشياته عبر قبضات اللاسكي "تك تو"، حيث أن التدخل الروسي، وحلول لغة جديدة على تلك القبضات، جعل تلك المراصد تفكر بإيجاد طرق جديدة للتغلب على عامل اللغة، وفك شيفرة ما يقوله الطيارون الروس.
ويقول أبو إسلام، من المرصد الموحد في كفر زيتا: "بعد التدخل الروسي، لجأنا لمترجم روسي مختصر على غرف "الواتساب"، من خلال تعريفه على كلمات محدودة مثل: تجمع، باتجاه منطقة العمل، باتجاه الهدف، مشاهدة، تعامل، إذن بالعودة.. إلخ"، وأوضح في الوقت ذاته، في حديث لـ"عربي21"، أن مجمل ما يتحدثه الطيارون السوريون والروس خلال الطلعات الجوية لا يتعدى خمسة كلمات.
ولفت أبو إسلام إلى أن مرصده تمكن من توثيق مقتل ضابط روسي خلال المعارك الجارية الآن في ريف حماة، عبر القبضات اللاسلكية واسمه "يونيت باسيت"، وفق قوله.
ويشير أبو إسلام إلى أن هناك عددا من المتطوعين ممن يعرفون
اللغة الروسية، يقدمون خدماتهم عبر الواتساب، من خلال ضمهم إلى مجموعة خاصة بهذا الأمر.
ويتحدث أبو إسلام عن اختلاف الوضع بعد دخول الروس على الخط الحربي الجوي في سوريا، من خلال القدرة على القصف من مسافات بعيدة، فضلا عن الزيادة العددية للطائرات المحلقة في الجو في اللحظة الواحدة.
من جهته، يرى الشيخ حمد، من مرصد جبل الزاوية في ريف إدلب، أن التدخل الروسي زاد من صعوبات عمل المراصد، من خلال خروج أسراب من الطائرات في الجو، حيث كل أن اثنتين منها تشكلان سربا، مشيرا إلى حاجتهم لمترجمين مختصين باللغة الروسية، كونهم استطاعوا الوصول إلى المكالمات بين الطيارين الروس، بحسب قوله.
وطالب الشيخ حمد، الدول الداعمة بتوفير أجهزة تجسس ذات فاعلية عالية تكون قادرة على قراءة التذبذبات الصوتية باللغة الروسية، لتوفير الوقت والجهد على العاملين في هذا المجال، كما يقول.
وتقدم المراصد في المناطق المحررة خدمات عديدة للأهالي فيها، في ظل انعدام وسائل الاتصال فيها، وخروج قسم كبير منها من الخدمة، نتيجة استهدافها من قبل طيران النظام السوري. وتتمثل هذه الخدمات في تنبيه المدنيين إلى الغارات الجوية، وحثهم على الاختباء في الملاجىء، وكذلك البحث عن المفقودين عبر التعميم على القبضات اللاسلكية، بالإضافة للتواصل مع الدفاع المدني والإسعاف من أجل إخلاء الضحايا والجرحى من أماكن القصف.