هل تعتبر تغطية هيئة الإذاعة البريطانية متحيزة ضد
إسرائيل؟ هذا ما يراه مسؤول فيها، اتهم في رسالة له المؤسسة الإعلامية العريقة بتضليل الرأي العام البريطاني حول ما يجري في القدس المحتلة والضفة الغربية وإسرائيل.
وانتقد لورد غريد، رئيس هيئة "
بي بي سي" السابق مراسلتها أورلا غيرين، متهما إياها بعدم النزاهة الإعلامية.
ففي رسالة أرسلها لورد غريد إلى جيمس هاردينغ مدير الأخبار في "بي بي سي"، انتقد تقريرا لغيرين قال إنه "ضلل المشاهدين"، لأنها فشلت بالإشارة في تقريرها لتورط المتشددين الفلسطينيين في العمليات.
وتعلق صحيفة "ذي
إندبندنت" التي كشفت عن الرسالة بأن أكثر من 40 فلسطينيا قتلوا مقابل سبعة إسرائيليين، منذ تصاعد العنف قبل أسابيع.
وأكد غريد أن "بي بي سي" قد "فشلت بالوفاء بتعهداتها للمشاهدين" البريطانيين عندما فشلت بإظهار المسؤولين الفلسطينيين وهم يمدحون الهجمات، وذلك في التقرير الذي بثته القناة في نشرة أخبار الأحد.
وقال إن المراسلة "اقترحت أن هناك مساواة بين ضحايا الإرهاب الإسرائيليين والضحايا الفلسطينيين الذي قتلوا على يد قوات الأمن الإسرائيلي وهم يحاولون القيام بأعمال إرهابية".
وكتب لورد غريد: "قدمت مقابلة عاطفية مع والد قتل ابنه وهو يحاول القيام بهجوم إرهابي. ومع ذلك فشلت المراسلة في إظهار المشاعر العاطفية المضرمة لعائلات الضحايا الإسرائيليين الذين قتلوا في الهجمات الأخيرة. هذا أمر لا يغفر".
وأضاف: "لم يكن مناسبا أن تزعم المؤسسة أنه لا يوجد ما يشير لتورط الجماعات الفلسطينية المتشددة" قبل أن تظهر لقطات أعلام لحركة الجهاد الإسلامي ترفرف فوق بيت الشاب الإرهابي البالغ من العمر 19 عاما والذي قام بعملية طعن في بوابة الأسد بالقدس". وعلق بالقول إن "حركة الجهاد الإسلامي حركة فلسطينية معروفة، وأعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي باركته حركة حماس، وهي حركة أخرى تعتبر إرهابية، وهو ما ضلل المشاهدين".
وناقش لورد غريد، مسألة أن التقرير فشل في إظهار "رماة الحجارة الفلسطينيين" وفشل في تقديم "السياق الأوسع". وانتقد عنوانا ورد على موقع "بي بي سي" بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم "بي بي سي" قوله: "نؤمن بتقديم ملامح نزاع معقد بطريقة محايدة ونزيهة وتعكس كل الأصوات. ونؤمن بأن قياس حيادنا لا يتم إلا من خلال كل تقاريرنا بدلا من التركيز على قصة واحدة. وسنرسل للورد غريد ردا كاملا على رسالته التي تلقيناها".
وتقول الصحيفة إن غيرين الحائزة على جوائز عدة وتعمل من القاهرة تعرضت في الماضي لانتقادات من الحكومة الإسرائيلية بسبب تغطيتها للأحداث في عام 2004.
واعتذر الراديو الرابع في المؤسسة الأسبوع الماضي لإسرائيل على تقرير زعمت فيه المحطة أن إسرائيل احتجزت فلسطينيا بدون محاكمة "كان يجب أن لا يحتوي النص على إشارة بأن السجن الإداري يطبق على الفلسطينيين ونعتذر على هذا".
وفي الوقت نفسه أجبر برنامج "نيوزنايت" الإخباري على تصحيح ما ورد في تقرير له وصف القدس بأنها "عاصمة إسرائيل"، ولكن بدون اعتذار!