هي أشبه بآلة متطورة للإمساك بالأشباح في الأفلام، لكن هذه
المكنسة الكهربائية المخصصة لشوارع المدن لها أهداف أكثر واقعية.
فهذه الآلة البلجيكية الصنع طرحت مؤخرا في بولندا بعد أن تم تسويقها في 24 بلدا، وهي تمتص الزجاجات الفارغة والنفايات وروث الكلاب وجميع المخلفات التي تظهر في طريقها على الشوارع.
وفي وسعها حتى أن تسحب زجاجة بكاملها، على حد قول مخترعها كريستيان لانغ الذي اختار اسم "غلوتون" لآلته هذه التي تستخدم لتنظيف شوارع مكة وجادة شانزيليزيه الشهيرة في باريس.
وبدأت المغامرة قبل 20 سنة في شركة ناشئة لآلات جز العشب، وتحولت إلى تجربة ناجحة انتشر الجهاز بفضلها في القارات الخمس.
ومنذ ست سنوات، تسجل الشركة نموا سنويا بنسبة 30%، في غياب أي منافسة فعلية. والتحق لانغ بقافلة رجال الأعمال البلجيكيين الذين رافقوا الملك في زيارة له إلى بولندا.
وقال سلافومير كامينسكي الذي يتعاون مع الفرع البولندي لتوزيع المكنسة الكهربائية: "إنها بمثابة حلم يتحول إلى حقيقة لعمال
تنظيف الطرقات".
وحذا لانغ حذو والده الذي كان يملك مؤسسة لبيع معدات العناية بالبساتين، وقد أنشأ شركته الخاصة في هذا المجال في سن الثالثة والعشرين.
لكنه سرعان ما لاحظ أن الأعمال لا تنمو سوى بين آذار/ مارس وحزيران/ يونيو، وتبقى راكدة في الفترة المتبقية من السنة.
وشكلت مكنسة أوراق الشجر في الحديقة مصدر إلهام لهذا البلجيكي الذي يهوى سباقات السيارات. وخطرت الفكرة على باله في تشرين الأول/ أكتوبر 1994، وطورت "غلوتون" في آذار/ مارس 1995 قبل أن تسوق في حزيران/ يونيو من السنة عينها.
وعرضت المكنسة الكهربائية في معرض بلجيكي للابتكارات المراعية للبيئة، وسرعان ما لقيت نجاحا كبيرا. وهي حققت في العام 2007 مبيعات بقيمة 1.7 مليون دولار في مقابل 11 مليونا هذه السنة.
ولفت كامينسكي إلى أن المعارض التي نظمت في بولندا والتي يقارب عددها العشرين حظيت بترحيب جيد، لافتا إلى أنه تم بيع آلتين على أمل بيع 150 آلة منها في خلال السنتين المقبلتين.
وقال لانغ لوكالة فرانس برس: "المحادثات مع الجهات الشارية في البلديات تستغرق دائما وقتا طويلا في أي بلد كان، وقد تصل المدة إلى ثلاث سنوات".
وتشبه آلة "غلوتون" كلبا ضخما يلحق بصاحبه. كما أن الهواء الخارج منها ليس أنقى من الهواء الداخل اليها فحسب، وفق لانغ، بل هو أيضا معطر برائحة شجر الكينا.
ونقطة القوة الرئيسة في هذه الآلة تكمن في خرطوم الهواء الكبير فيها المصنوع من ألياف الكربون والذي يتميز بخفة وزنه.
وأوضح لانغ أن مبتكري الآلة أخذوا في الاعتبار الأشخاص العاملين في كنس الشوارع الذين يتعين عليهم استخدام هذه الآلة لست ساعات متواصلة.
وتسمح الفوهة المرنة للمكنسة بالوصول إلى أصعب الزوايا وتنظيفها بسهولة كبيرة. وباتت آلة "غلوتون" تعمل بالكامل على الكهرباء، ما يجعلها صامتة كالفئران في الشوارع. وقال لانغ: "نحن لا نتحدث هنا عن مستوى الضجة بل عن مستوى الصمت".