عمدت قوات النظام السوري وحزب الله الشيعي اللبناني؛ على تشديد الإجراءات الأمنية على الحواجز العسكرية التي تحاصر مدن
الزبداني ومضايا وبقين، في ريف دمشق، مانعة خروج أي حالات إسعافيه لعشرات الأطفال المصابين بالتسمم جراء تناولهم لبسكويت
الأمم المتحدة المنتهي الصلاحية، كما جرى منع إدخال أي علاجات إلى المناطق المتضررة.
وتولى عناصر حزب الله فرض التشديدات الأمنية بمشاركة عناصر من النظام السوري على الحواجز العسكرية التي تحاصر المنتاطق المشار إليها.
وتزامنت ذلك مع اعتراف الأمم المتحدة، على لسان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في
سوريا، يعقوب الحلو، بإرسال 320 طردا من
البسكويت منتهي الصلاحية بـ"الخطأ".
وهذه الطرود هي جزء من المساعدات الأممية التي دخلت مناطق مضايا وبقين والزبداني في 18 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بموجب اتفاق الهدنة بين قوات النظام السوري والثوار، والذي شمل الزبداني والمناطق المحيطة بها من جهة، وقريتي كفريا والفوعة الشيعتين اللتين يحاصرهما الثوار في ريف إدلب، من جهة أخرى.
وشملت الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية للزبداني ومضايا وبقين 3600 طردا من المواد الغذائية ومواد التنظيف.
وعقب الحلو على حالات التسمم التي شهدتها مناطق الثوار في ريف دمشق بالقول إنه تم إرسال 650 طردا من البسكويت عالي الطاقة، إلى سوريا بتاريخ 18 تشرين الأول/ ديسمبر الجاري، وأنهم اكتشفوا عقب التوزيع أن 320 من تلك الطرود منتهي الصلاحية منذ 15 أيلول/ سبتمبر 2015، مرجعا الخطأ إلى "تحميل المساعدات بشكل خاطئ".
ورغم دعوة الحلو نظام بشار الأسد للسماح بدخول الطواقم الطبية بشكل عاجل إلى المناطق التي وزع فيها البسكويت المنتهي الصلاحية، إضافة بلدتي كفريا والفوعة لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، إلا أن قوات النظام والمليشيات الموالية له ما زالوا يمتنعون عن الاستجابة لتلك الدعوات.
من جهته، أكد الناشط الإعلامي أبو عابد، لـ"
عربي21"، منع الحواجز المشتركة التي يقوم اعليها حزب الله والنظام السوري بنقل أي مصاب خارج المدن التي تعاني من آثار التسمم، وأشار إلى تكثيف الحزب والنظام الإجراءات الأمنية بغية عدم السماح بدخول الفرق الطبية إلى داخل تلك المناطق، فيما توسعت إجراءاتهم لمنع أي عملية تسلل من تلك المدن أو إليها، مع إطلاق النار على أي شخص يحاول الخروج تسللا إلى خارج المدن المحاصرة.
وقال الناشط الإعلامي لـ"
عربي21": "قبل معركة الزبداني كان المدنيون يستطيعون الذهاب إلى مستشفيات دمشق، إلا أن الحزب والمليشيات الموالية عقب دخولهم في معركة الزبداني غيروا تلك السياسة، وبات من الصعب جدا بلوغ مستشفيات دمشق من قبل الأهالي".
وأوضح أبو عابد أنه تم توثيق أعداد كبيرة من المصابين بحالات التسمم والغثيان والإسهال الشديد، وغالبيتهم من الأطفال، في المناطق المتضررة، موكدا توثيق النتائج وإرسال صور وتفاصيل لبعثة الأمم المتحدة من أجل الوقوف على ما حصل.
وأفاد الناشط بقيام النقاط الطبية في هذه المناطق المحاصرة بجهود مكثفة لإجراء العلاجات البسيطة للأطفال المصابين، ضمن المساعي لمنع تفاقم الأزمة، وتلافيا لوقوع كارثة إنسانية، خاصة بعد تعنت الحواجز المشتركة للنظام السوري وحزب الله فيما يخص نقل المصابين أو السماح بدخول الفرق الطبية.
وبحسب أبو عابد، فإن المساعدات التي وزعت على أهالي تلك المناطق كانت تحتوي على 10 كيلوغرامات من الرز، وخمسة لترات من زيت دوار الشمس، وأربعة كيلوغيرامات من السكر، وأربعة كيلوغرامات من الحمص، وثلاثة كيلوغرامات من البرغل، وكيلوغرامين من المعكرونة، و1.2 كيلوغرام من البسكويت السادة، ونصف كيلوغرام من زبدة الفستق. وتم توزيع هذه المواد على كل عائلة تملك دفتر العائلة، كما تم توزيع علبة واحدة من حقائب النظافة الشخصية النسائية لكل خمسة دفاتر عائلية.