تساءل كاتب
لبناني شيعي في مقال له حول طبيعة الرد
الإيراني على زيارة رئيس النظام السوري بشار
الأسد لموسكو قبل زيارتها، حيث تبدو طهران منزعجة من ظهور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال تدخل بلاده العسكري في
سوريا، وكأنه مستحوذ بشكل كامل على الورقة السورية، متسائلا: أين ستكون ساحة الرد؟
ولفت عماد قميحة، في مقاله الذي نشره موقع "جنوبية" اللبناني المعروف بمعارضته لسياسات حزب الله وإيران، إلى أن طهران ستسعى إلى الرد على هذه الزيارة و"سرقة بشار الأسد منها"، من خلال "بضاعة لا يمكن أن ينافسها عليها أحد، وهي لبنان"، حيث يتوقع بأن الأيام القادمة سوف تشهد بوضوح سخونة مرتفعة في لبنان، وسعي إيران عن طريق حزب الله وضع يدها بالكامل على الورقة اللبنانية، بعد أن تم تهديدها بخسارة الورقة السورية لصالح الروس.
ووفقا للكاتب، فإن ظهور الأسد أمام الرئيس الروسي في الكرملين، إنما كان يرمي إلى هدف واحد أراد الرئيس الروسي أن يعلنه مدعوما بالصورة هذه المرة، وهو "أن بشار الأسد بضاعة روسية، وبالتالي فإن السعر الذي يراد دفعه ثمنا له إنما يدفع للروس حصرا".
وتناول الشوائب التي أحاطت بهذه الزيارة التي عدّها الكاتب "استدعاء"، من حيث الشكل، وما بدا عليه الأسد من "وجوم وضعف ووهن"، وحول ما قيل عن جلوسه بين يدي الرئيس بوتين مثل "ولد كسول أمام أستاذه الغاضب"، وتناول "الطريقة التي أحضر فيها وحيدا فريدا".
وبناء على ذلك قال: "من هنا فقط يمكن أن نفهم الاتصالات التي أجراها الرئيس الروسي بعيد الإعلان الدعائي مع كل من السعودية وتركيا وغيرهما، ومن هنا أيضا يمكن فهم ما يجري حقيقة داخل أروقة لقاءات فينيا، وما يدور من حوارات خلف الستارة بين التاجر الروسي صاحب السلعة من جهة، وبين الزبائن، وما يمكن أن يدفعوه مقابل تلك البضاعة، ليكون بعد ذلك السعر فقط هو محور نقاش الأخذ والرد".
ويرى الكاتب أن طهران تعدّ نفسها الخاسر الأول والأخير من أيّ صفقة يمكن أن تعقد بعيدة عنها، "حيث وجدت نفسها في برهة من الزمن أنها خرجت من الملعب السوري بخفّي حنين، فلا هي شريك في محادثات فيينا، ولا كانت حاضرة في مشهد الكرملين".
وبحسب قميحة، فإن إيران أمام هذا الحدث الجلل الذي أفقدها صوابها، كان لا بد لها من التعبير عن شديد امتعاضها وكبير غضبها، وكان لا بد لها من تسجيل موقف عالي النبرة للقول بصريح العبارة: نحن هنا ونريد حصتنا .. وإلا".
وتساءل الكاتب اللبناني مجددا قائلا: "يبقى السؤال البديهي عن الأسلوب والطريقة التي يمكن لإيران أن تعبّر من خلالها عن هذه الخديعة التي تعرضت لها، وعن الأسلوب الذي سوف تتبعه، محاولة قلب الطاولة، أو على الأقل من أجل محاولة حجز كرسي لها ولو متأخرا".
وبحسب الكاتب، فبنظرة سريعة على الأطراف المعنيين بالصفقة المزمع عقدها، يمكن الاستخلاص سريعا بأن "الطرف الروسي وإن كان يمثل الطرف الأخبث عند الإيرانيين، إلا أن تظهير هذا المشهد في هذه اللحظة سوف يقلب المزاج العام عند الجماهير التي لا تزال تهلل لقدومه المبارك على المنطقة، ما يعني أن الصريخ والتهديد والويل والثبور لا بد أن توجه سهامه إلى الطرف المقابل، أي إلى الأمريكي والسعودي بشكل خاص".
ويرى بأن هذا بالدقة اللفظية ما أراد الإيرانيون توصيله عبر أمين عام حزب ولاية الفقيه في اليومين الأخيرين، من تصعيد كلامي في وجه السعودية وأمريكا، ما يعني -وهنا مكمن الخطر الفعلي- القول غير المباشر للجميع بمن فيهم
روسيا أيضا: إذا كنتم استطعتم على غفلة منا أن تسرقوا الأسد من جعبتنا، فإننا لا نزال نمتلك في المنطقة بضاعة لا يمكن أن تنافسونا عليها هي لبنان".
وهذا يعني بالضرورة أن الأيام القادمة سوف تشهد بوضوح سخونة مرتفعة في لبنان، يسعى حزب الله من خلالها إلى وضع يده بالكامل على الورقة اللبنانية، بما تمثل من ورقة أخيرة تحاول إيران من خلالها أن ترد على خسارتها للأسد.