يسجل استهلاك
القهوة ارتفاعا حول العالم؛ وقد بلغ الضعف خلال عشرين عاما، بحسب ما أعلن مدير المنظمة الدولية للقهوة روبيرو أوليفيرا، في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
وقال أوليفيرا بالتزامن مع افتتاح المعرض الثامن للقهوة الذي عقد قبل أيام في بوغوتا: "لم يبلغ استهلاك القهوة في العالم الحد الذي بلغه في السنوات العشرين الماضية، وقد سُجل ارتفاع في الاستهلاك بنسبة الضعف".
ورغم الأمطار الغزيرة التي هطلت في
البرازيل أول منتج للبن في العالم، والجفاف في
كولومبيا، والأمراض التي تضرب مزارع البن في عدد من دول أمريكا الوسطى، فإن أوليفيرا يبدو متفائلا حول مستقبل إنتاج القهوة في العالم، ولا سيما بفضل
الطلب المتنامي بنسبة 2.5% سنويا.
ويعود الارتفاع في الطلب إلى النمو السكاني من جهة، وإلى نمو الإقبال على القهوة من جهة أخرى، بحسب أوليفيرا الذي يتوقع ارتفاعا في الطلب في السنوات العشر المقبلة قدره 25 مليون كيس، علما بأن الكيس الواحد يحتوي على ستين كيلوغراما.
ويرفض أوليفيرا الذي تضم منظمته مستوردي القهوة ومصدريها في العالم، الخوض في التوقعات حول واقع الإنتاج الذي يتأثر "بالظروف التي تواجه المزارعين".
ففيما يعاني مزارعو البرازيل من الأمطار الغزيرة التي تسبب الأضرار، فإن أقرانهم في كولومبيا يعانون من التكاليف الناتجة عن الجفاف وعن انتشار الأمراض بين المزروعات بسببه.
وظاهرة الـ"نينيو" المناخية، وهي ارتفاع حرارة المياه في المناطق الاستوائية من المحيط الأطلسي، تؤدي إلى أمطار غزيرة في بعض المناطق، وجفاف في مناطق أخرى، ويزيد من حدتها الاحترار المناخي، ويلقي كل ذلك بثقله السلبي على زراعة البن.
ويقول أوليفيرا: "أمطار البرازيل تثير القلق، لأنها قد تضر بإنتاج القهوة"، متخوفا من إمكانية أن يؤدي ذلك إلى نقص في العرض في الأسواق العالمية.
بحسب التقرير الأخير للمنظمة الدولية للقهوة، فإن موسم 2014- 2015 أقفل مع أسعار هي الأدنى في الأشهر العشرين الأخيرة، وذلك بسبب تدني قيمة العملة في كل من البرازيل وكولومبيا.
ويأمل أوليفيرا أن "يتفاعل السوق وأن يفهم أن هناك القليل من القهوة المتوافرة في هذه الأثناء" بسبب الأحوال الجوية السيئة.
وهو يتوقع أن يرتفع الإنتاج في أمريكا الوسطى، ما إن تجري السيطرة على الفطريات التي تجتاح المزروعات في هذه المنطقة في السنوات الثلاث الماضية.
لكنه يشير إلى أن المحاصيل في أمريكا اللاتينية "لا تكفي لتلبية حاجات السوق".
ويتوقع أوليفيرا أن يؤثر الارتفاع في الطلب على القهوة على الأسعار، ولا سيما بتأثير الطلب المتنامي في بلاد مثل الصين وروسيا، لم تكن تعد من قبل من المستهلكين الكبار للقهوة.
ويقول: "سيكون قطاع القهوة أكثر حيوية على صعيد الاقتصاد العالمي".
وأنشئت المنظمة الدولية للقهوة في لندن العام 1963، تحت رعاية الأمم المتحدة، وهي تضم الدول المستوردة والمصدرة للقهوة، بهدف التعاون على مواجهة المشكلات التي قد تضرب القطاع.
وتشكل الدول الأعضاء في المنظمة 95% من إنتاج القهوة في العالم و83% من الاستهلاك، بحسب البيانات المنشورة على موقع المنظمة على شبكة الإنترنت.