شنت المخابرات
الإيرانية حملت
اعتقالات واسعة بحق النشطاء السياسيين
العرب في
الأحواز، وشهدت توسعا في مدن وبلدات الإقليم العربي في الجمهورية الفارسية.
وقالت مصادر مطلعة من إقليم الأحواز لصحيفة "
عربي 21" إن "حملة مداهمات واعتقالات واسعة شنتها
الاستخبارات الإيرانية بحق النشطاء السياسيين العرب في الأحواز، وأن هذه الحملة مستمرة منذ عدة أيام وتوسعت لعدة مدن في إقليم الأحواز العربي".
وأضافت تلك المصادر عن اعتقال الناشط السياسي، محسن الكعبي، على يد دائرة الاطلاعات في مدينة سوسه العربية وتم نقله لجهة غير معلومة بحسب تصريحات نشطاء حقوق الإنسان في الأحواز.
وقال النشاط الأحوازي حسن سلمان حيدري، في تصريح لصحيفة "
عربي21" إن "الاعتقالات التي نفذتها أجهزة الاستخبارات الإيرانية أو ما تسمى بـ(الاطلاعات)، لم تقتصر على مدينة الأحواز وحدها بل إن أغلب المدن العربية في إقليم الأحواز شاهدت اعتقالات واسعة بحق النشطاء السياسيين والنخبة العربية المثقفة في مدينة سوسه ومدينة الأحواز العاصمة ومنطقة الشعيبية في مدينة تستر".
وضمن سلسلة الاعتقالات التي شنتها الاستخبارات الإيرانية في إقليم الأحواز "اعتقل الناشط الأحوازي فارس الكعبي من منطقة الشعيبية في مدينة تستر من خلال مداهمة منزل المعتقل فارس الكعبي، ولم توضح الجهات الأمنية أسباب اعتقال الكعبي"، بحسب تصريحات عائلة المعتقل.
وشهدت مدينة الأحواز العاصمة، موجة اعتقالات واسعة في عدة أحياء عربية عرفت بالحراك الشعبي الواسع منها حي الملاشية وحي الثورة وحي كوت عبدالله وقلعة سهر".
وحصل "
عربي21" على الأسماء الموثقة للموقوفين في حملة المخابرات الإيرانية، وتضم اللائحة "علي العياشي التميمي، وناجي مقدم عاصين وأيوب الخزرجي، وفالح خير الله المنصوري، ومحسن سيلاوي من حي الملاشية".
هذا ولم يتسنى للموقع الحصول على كافة أسماء المعتقلين العرب بسبب عدم السماح لوسائل الإعلام العربية بتغطية الأحداث في إقليم الأحواز العربي.
ووفقا لتقارير نشطاء حقوق الإنسان من إقليم الأحواز فإن "محكمة الثورة الإيرانية أرسلت أكثر من 117 مذكرة استدعاء بحق الشعراء العرب والنشطاء السياسيين والنشطاء الذين يعملون في مجال حقوق الإنسان خلال اليومين الماضيين في إقليم الأحواز العربي بدون توجيه أي تهمة من قبل السلطات الرسمية القضائية الإيرانية للمتهمين الأحوازيين العرب".
وحتى الآن لم يحصل ذوو المعتقلين على أي معلومات دقيقة من الجهات الأمنية الإيرانية عن وضع أبنائهم الذين تم اعتقالهم خلال اليومين الماضيين.
وناشدت عائلات المعتقلين الأحوازيين العرب منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية بالتدخل للإفراج عن أبنائهم الذين يقولون لا تهمة لهم سوى أنهم عرب ويطالبون بحقوقهم القومية العربية التي سلبت منهم في إيران وحرموا منها ولم يسمح لهم حتى التعلم بلغة الأم أي اللغة العربية في إقليم الأحواز.
يذكر أن إقليم الأحواز العربي يوفر غالبية الميزانية للحكومة الإيرانية من إيرادات النفط والغاز والطاقة، كما أن الإقليم العربي يتمتع جغرافيا بموقع إستراتيجي بالغ الأهمية بإطلالته على امتداد الضفة الشرقية من الخليج العربي كاملة.
ويعاني العرب في إقليم الأحواز من التهميش السياسي في المؤسسات الرسمية الإيرانية بدوافع قومية منذ سقوط آخر حاكم عربي لإمارة "المحمرة" العربية عام 1925 على يد رضا شاه بهلوي، واعتقال آخر أمير عربي حكم الأحواز وهو الشيخ خزعل بن جبار الكعبي.