علقت صحيفة "التايمز" على التوصيات التي قدمتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) للرئيس الأمريكي باراك أوباما بوضع "بساطير على الأرض في
سوريا" ونشر أصحاب القبعات الخضر أو القوات الخاصة هناك، بأنه محاولة لتأكيد التأثير الذي خسره الأمريكيون بالتدخل الروسي.
وكتبت كاثرين فيليب في الصحيفة قائلة: "حث دعاة التدخل العسكري الرئيس الأمريكي باراك أوباما على وضع الجنود الأمريكيين في مقدمة القتال ضد تنظيم الدولة، ويفعل الشيء نفسه مستشاروه الثقات في الأمن القومي".
وتقول إن الرئيس الأمريكي "يفكر في هذا السيناريو الذي حاول تجنبه بعد سلسلة من الفشل التي قام هو وأفراد إدارته باتخاذها، خاصة أن أوباما وصل إلى السلطة وقد كانت بلاده تعيش حربا طويلة في العراق استمرت ثمانية أعوام، وإذا لم يكن هو نفسه من دعاة التدخل فإن بلاده أيضا لم تعد لديها شهية للتدخل العسكري".
وأشارت إلى أن أوباما حقق رصيدا عسكريا كبيرا من خلال جلب القوات الأمريكية من العراق. لكنه تردد في ضرب بشار الأسد بعد أن قام باستخدام السلاح النووي ضد شعبه، وقرر تسليح المعارضة السورية بأسلحة خفيفة ولكن ليس العمل على الإطاحة به.
والتزم أوباما بضرب تنظيم الدولة في العراق وليس في سوريا، حتى قام التنظيم بذبح الصحافيين الأمريكيين. ولم ينجح برنامج تدريب المعارضة السورية بسبب إصرار واشنطن على التزام المقاتلين من المعارضة بقتال تنظيم الدولة أولا ومن ثم بشار الأسد.
ولفت إلى أن البديل عن تدريب المعارضة كما يبدو، هو تسليح القبائل العربية والأكراد للهجوم على الرقة في حالة ضعف لأن الأكراد لديهم أجندتهم الخاصة التي لا تشمل احتلال المناطق العربية، وأن لديهم استعدادا للتحالف مع
روسيا. وفي العراق تم طرد القوات العراقية من الرمادي في الوقت الذي وقف فيه المدربون الأمريكيون يتفرجون في قواعدهم العسكرية التي تبعد أميالا عن المدينة. أما المستشارون الإيرانيون فقد أطلقوا تعليماتهم للمليشيات الشيعية بالهجوم.
وتقول فيليب إن أوباما متردد في الدخول بمواجهة عسكرية مباشرة، وهذا التردد أدى لخسارته أي نفوذ له على الجماعات الوكيلة له في سوريا والعراق والتي لم تكن مصالحها متناسقة دائما مع واشنطن. وعليه، فإن تغيير مسار الاستراتيجية الأمريكية قد يكون المحاولة الأخيرة لاستعادة النفوذ.