وصف سفير
بريطانيا الأسبق لدى الأمم المتحدة السير جيرمي غرينستوك الوضع في
مصر بأنه "كارثة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها"، مضيفا أنه "لو ذهبت مصر باتجاه خاطئ فأي أمل سوف يكون في تلك المنطقة؟".
وأضاف غرينستوك، والذي يعتبر في بريطانيا كأكثر الدبلوماسيين المعاصرين حنكة وخبرة، خلال لقاء برلماني قبل أيام من زيارة زعيم الانقلاب العسكري عبد الفتاح
السيسي إلى بريطانيا إن "الوضع في مصر غير قابل للاستمرار"، مشيرا إلى أن المصريين يطمحون للوصول إلى الازدهار وهو ما لا يمكن أن يتحقق بوجود نظام السيسي.
ورأى غرينستوك أن الاستقطاب الديني والسياسي في مصر يمكن أن يتسبب بنكسة عندما يدفع الناس في مصر إلى التطرف ويزيد من حالة العداء للولايات المتحدة وبريطانيا.
وجاءت تصريحات غرينستوك خلال لقاء في إحدى قاعات البرلمان البريطاني حضره عدد من أعضاء مجلسي اللوردات والعموم البريطانيين (الغرفة الأعلى والثانية في البرلمان)، وناقشوا فيه زيارة السيسي المرتقبة إلى المملكة المتحدة، كما أنهم استمعوا إلى شهادة من المصرية سندس عاصم، وهي أول امرأة أصدر القضاء المصري حكما بإعدامها قبل شهور بسبب أنها كانت تعمل في المكتب الإعلامي للرئيس المصري المدني المنتخب محمد مرسي.
وخلال اللقاء ذاته الذي حصلت "
عربي21" على تفاصيله قالت البارونة هيلينا كينيدي، والتي تعتبر من أهم المحامين المتخصصين في حقوق الإنسان، إن حكم القانون والقضاء تعرض للانتهاك والإيذاء في مصر، وأشارت كينيدي إلى أنها تعتزم تقديم استفسار رسمي للحكومة في لندن عن مدى ملاءمة الدعوة التي تم توجيهها إلى السيسي لزيارة بريطانيا، وما إذا كان مناسبا استقباله في مقر رئاسة الحكومة البريطانية وسط لندن، معربة عن رفضها لهذه الزيارة.
واستمع الحضور إلى شهادة من رئيس مكتب منظمة "هيومان رايتس ووتش" في لندن استعرض فيها انتهاكات نظام السيسي المتصلة منذ الانقلاب العسكري إلى الآن، منتقدا زيارة السيسي إلى لندن.
وشارك في الاجتماع رئيس المجلس المصري الثوري مها عزام والتي قدمت مداخلة عن الوضع السياسي وسوء الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية تحت نظام السيسي.
وتثير الزيارة المرتقبة للسيسي إلى بريطانيا جدلا واسعا حيث أرسل 55 شخصية سياسية وبرلمانية وحزبية، على رأسهم نائب رئيس حزب العمال ووزير الخزانة في حكومة الظل جون ماكدونالد، رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يطلبون فيها إلغاء الزيارة، وأشاروا إلى أنها –أي الزيارة- تمثل انتهاكا للقيم والأخلاق التي قامت عليها الدولة البريطانية، مشيرين إلى أن "السيسي يقود نظاما عسكريا إرهابيا ينتهك حقوق الإنسان في مصر".
يشار إلى أن العديد من المنظمات الحقوقية والنقابية والشعبية والنشطاء المستقلين أعلنوا مؤخرا عن سلسلة من الفعاليات والمظاهرات التي ستشهدها العاصمة البريطانية لندن قبيل وأثناء زيارة السيسي. ومن الملاحظ أنه بعد تسرب خبر زيارة السيسي إلى لندن في بداية نوفمبر إلا أن جريدة "الغارديان" ذكرت أن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ووزارة الخارجية امتنعوا عن تحديد أيام الزيارة واكتفوا بالقول إنها ستتم قبل نهاية العام مما يثير العديد من التساؤلات حول ضبابية هذه الزيارة وسعي الحكومة البريطانية لحصرها ما أمكن تجنبا للاحتجاجات الشعبية والملاحقات القانونية المتوقعة.
وكانت جريدة "الغارديان" البريطانية نشرت تقريرا قبل أسابيع تساءلت فيه عما إذا كان السيسي أو أي من أعضاء وفده سيتم اعتقالهم فور وصولهم الى بريطانيا، مشيرة الى أن الدعاوى القضائية تلاحق رموز النظام المصري بسبب ارتكابهم جرائم حرب أدت إلى مقتل المئات عندما تم فض اعتصامي "
رابعة" والنهضة" في النصف الثاني من العام 2013.