قالت صحيفة "التايمز" إن مقتل فيصل ديبان (ناشر كتب علمانية في
بنغلادش)، هو أمر مروع. وأضافت أنه تم إلقاؤه على الأرض وتم ضربه بالسواطير حتى الموت. لقد قطع عموده الفقري بسواطير الجزارين.
وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها، أنه تمت كذلك مهاجمة ثلاثة كتاب آخرين بالطريقة نفسها خلال نهاية الأسبوع في آخر موجة عنف شهدت مقتل أربعة مدونين ملحدين على الأقل إضافة إلى مقتل عامل إغاثة إيطالي وخبير زراعي ياباني، وأعلن إسلاميون متطرفون عن مسؤوليتهم وهددوا بالمزيد من القتل وهم يزدادون قوة بسرعة من خلال استخدام محسوب للعنف يهدف منه التخويف وبث التشدد في الشعب المسلم الفقير المؤلف من 160 مليون شخص.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك خوف شديد بين البنغاليين، وفي نهاية الأسبوع الماضية تم تفجير المركز الشيعي الرئيسي في دكا مما أسفر عن مقتل شخصين وجرح العشرات.
ولفتت إلى أن الآلاف طالبوا في المظاهرات ووقفات الاحتجاج الحكومة بالقيام بمزيد من الإجراءات لتوفير الأمن، بعد أن فشلت في توفير الأمن، وتبدو أنها أكثر اهتماما بلوم معارضيها السياسيين بما في ذلك الحزب القومي البنغالي وحليفه الجماعة الإسلامية في الوقوف وراء العنف.
واعتبرت الصحيفة تبني
تنظيم الدولة وفرع
القاعدة في شبه القارة الهندية لعمليات القتل، أمرا مخيفا، إذ لم يخف أي منهما تسابقه في بث التشدد في المجتمعات الإسلامية في أنحاء العالم.
وقالت الصحيفة إن الدول الغربية ركزت على عمليات التجنيد عبر الإنترنت للشباب الغربيين، في الوقت الذي لم ينتبه الكثيرون أن عملية تجنيد الشباب في الشرق كانت بالفعالية ذاتها.
ويعيش في الهند وبنغلادش 340 مليون مسلم وكلاهما دولتان علمانيتان، غير أن بنغلادش ذات غالبية مسلمة، ولحد الآن لم تشهد أي منهما الكثير من العنف المتطرف ومع أن المسلمين في الهند هم في العادة ضحايا الصدامات الطائفية ويشتكون من تمييز شبه رسمي وخاصة تحت حكم الحزب القومي الهندوسي. كما لم تفلح جهود متطرفي باكستان في أن لها صدى في أوساط المسلمين بالهند.
وبينت الصحيفة أن القاعدة وتنظيم الدولة لهما أجندات "أكثر طموحا"، إذ يعتبران بنغلاديش أرضا خصبة، بسبب الفساد والفقر المستشريين وطبقة السياسيين التي لا تستطيع تجاوز الخلافات الداخلية المتمثلة في "الحرب بين البيجوم/ الأميرتين" خالدة ضياء والشيخة حسينة، والتي تسببت في إبطال كل الجهود لتقوية المجتمع المدني في وجه العنف الديني والسياسي. وإن تمكن تنظيم الدولة أو القاعدة من مفاقمة حالة الخوف المتزايد بين المفكرين والطبقىة المتوسطة سيكون بإمكانهما تخويف أي حكومة ضعيفة قد تستلم حكم البلاد، تقول الصحيفة.
ورأت الصحيفة أن وجود البريطانية توحيدة رحمن، المتهمة بالتخطيط لعملية قتل الكاتب الأمريكي البنغالي أفيجيت روي والمدون أناتا بيجوي داس، بين المعتقلين في مداهمات الشرطة، يشكل عنصرا آخر يسبب خوفا في بريطانيا.
وأضافت أن هناك مجتمع بنغالي كبير مقيم في بريطانيا وهو هدف لحملة تجنيد من تنظيم الدولة، وإن جاءت رسائل القتل من الأقارب في بنغلادش فإن الجاذبية "للتطرف الإسلامي" ستزيد.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بأنه يجب على بنغلادش القيام بمكافحة "الجهاديين" المتطرفين بسرعة وبقوة فإن سمح لهذا السرطان بالتمكن في شبه القارة فإن انتشاره السريع سيكون حتميا وحينها ستكون سوريا مجرد مسرحية جانبية.