تقول شبكة "سي أن أن" الأمريكية إنه مع اقتراب الانتخابات في
بورما (ميانمار)، يواصل رهبان
بوذيون حملتهم المعادية ضد المسلمين.
وأظهر تقرير أعده إيفان واتسون للشبكة، أن الخطاب المعادي للمسلمين أصبح هو السائد بين البوذيين في ميانمار/ بورما. واتهم النقاد المتشددين القوميين البوذيين بالتحريض على العنف ضد المسلمين.
وينقل واتسون مظاهر التمييز والاضطهاد التي تمارس ضد المسلمين في بلدة مكتيلا، التي شهدت قبل عامين أعمال عنف ضد المسلمين. ويقول: "لا تزال المساجد المحروقة واقفة محاطة بالأسوار، ونبتت حولها الأعشاب".
ويذكر التقرير أن السلطات المحلية قامت بتسوير المساجد التي لم تتضرر بشكل كبير، وأصبحت ممنوعة على المسلمين. مشيرا إلى رفض السلطات المحلية الإجابة عن أسئلة حول سبب بناء جدران خشبية حولها. ففي أحداث العنف التي اندلعت ضد المسلمين عام 2013 قتل 44 مسلما على الأقل.
وعندما سأل واتسون راهبا بوذيا اسمه يو وي دوكتا عن احتمال اندلاع العنف مرة أخرى، أجاب أن هناك نسبة 50% لاندلاعه مرة أخرى.
ويقول الكاتب: "إن الخطاب المعادي للمسلمين أصبح في هذا البلد، الذي تعيش فيه غالبية بوذية، هو السائد بين الرهبان البوذيين". وأشار إلى بعض الرهبان الذي يرون أن العنف سببه سياسي، حيث قام يو وي دوكتا بمنح الحماية لتسعين مسلما أثناء أحداث العنف في البلدة. وعندما ظهر الرعاع في منتصف الليل، وبدأوا يطالبون الراهب بتسليم العائلات المسلمة، رفض يو وي دوكتا الاستجابة لطلبهم.
ويرى الراهب أن التوتر الديني سطحي، وهو يعبر عن صراع سياسي، قائلا إنه "لا يوجد نزاع بين المجتمعات الدينية، ولكنها تتأثر بالجماعات السياسية".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الحس الشعبي الديني كان واضحا في ثاني كبرى المدن البورمية ماندلاي، وذلك أثناء الاحتفال في مهرجان اكتمال القمر، وهي المناسبة التي يحتفل البوذيون فيها، ويسمونها "ثانديغيوت"، حيث يشعلون الشموع. ومع ذلك فإن هناك أصواتا قوية داخل مجتمع الرهبان ترى أن البوذية تتعرض للخطر.
وقابلت "سي أن أن" راهبا متطرفا معروفا، واسمه يو ويراثو، الذي لم يتردد بالقول إن التهديد الأول على دينه يأتي من المسلمين. واتهم المسلمين بأنهم يقومون بإنجاب أطفال كثر، ويجبرون البوذيين على اعتناق الإسلام.. وأضاف: "قانونهم يقضي بتحول المرأة البوذية عن دينها، ويتزوجون أكثر من امرأة، وينجبون أطفالا كثيرين، وعندما يزيد عددهم فإنهم يهددوننا"، ووصف ويراثو المسلمين بأنهم مصدر "العنف".
ويلفت واتسون إلى أن هذا الراهب أنشا حركة قومية متطرفة، أطلق عليها اسم "لجنة حماية العرق والدين"، وتعرف باللغة المحلية باسم "ما با ثا". وتقوم الحركة بتوزيع المنشورات، وتلقي الخطابات، التي يدعو فيها يو ويراثو إلى مقاطعة المسلمين ومتاجرهم، مستدركا بأن المسلمين، بحسب الأرقام الرسمية، لا يشكلون إلا نسبة 4% من عدد السكان.
ويقول ويراثو للشبكة: "حيث يعيش
المسلمون تنتشر مساجدهم". ويضيف: "إنهم يحتكرون التجارة، ولا يسمحون بنمو تجارة البوذيين".
وتختم "سي أن أن" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم أن انتقاد الرهبان البوذيين يعد محرما في بورما، إلا أن الموقف المتطرف الذي اتخذه ويراثو وغيره من الرهبان المتطرفين، أدى إلى تسميم الأجواء، ودفع حزبين كبيرين إلى عدم ترشيح مسلمين على قوائمهما من المرشحين. ويقول المحامي المسلم يو أنغ ثين من مكتيلا: "لقد رفضوا ضم مرشحين مسلمين".