توجهت أنظار أجهزة الأمن
المصرية والأجنبية صوب تنظيم
ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة، بعد أن بات شبه مؤكد أن
الطائرة الروسية المنكوبة تم إسقاطها فوق سيناء الأسبوع الماضي عبر تفجير قنبلة على متنها، حيث تبنى التنظيم مسؤوليته عن الحادث.
وقالت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية إن أبا أسامة المصري القيادي في التنظيم هو العقل المدبر للهجوم الذي أسفر عن مصرع 224 شخصا.
وأكدت أن المصري يعدّ القائد الحقيقي لولاية سيناء منذ أن كان التنظيم يطلق على نفسه اسم أنصار بيت المقدس، وأوضحت أنه هو الذي نجح في وضع القنبلة على متن الروسية الطائرة المنكوبة، ولم يعرف حتى الآن الطريقة التي اتبعها لاختراق الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ.
من هو أبو أسامة المصري؟
وذكرت الصحيفة أن المخابرات البريطانية تعتبر المصري إحدى أهم الشخصيات في التنظيمات المنتشرة في الشرق الأوسط، وأنها تقوم بمراقبته منذ مدة طويلة، مؤكدة أن البصمة الصوتية النادرة التي تمتلكها له مكنتها من التأكد من أنه هو من تلا البيان الصوتي الذي تبنى فيه ولاية سيناء عملية تفجير الطائرة.
وأشارت صنداي تايمز إلى أن المخابرات البريطانية تملك معلومات كافية عن شخصية هذا الرجل الغامض، الذي ظل مجهولا حتى بالنسبة للمصريين أنفسهم.
ونقلت عن مصادر مصرية قولها إن الشخصية الحقيقية لأبي أسامة المصري قد يكون القيادي السابق في تنظيم "الهاربون من النار" يسري عبد المنعم نوفل، الذي هرب من السجون المصرية إبان ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، أو شخص غير معروف مسبقا للأجهزة الأمنية، واسمه محمد أحمد علي وعمره 37 عاما، وينتمي إلى عائلة كبيرة في مدينة العريش.
وأضافت أنه تلقى تدريبات عالية في قطاع غزة وسوريا، وأنه كان يتردد بين مصر وغزة عبر الأنفاق الحدودية، كما أنه يتنقل في المناطق الصحراوية بين مدينتي رفح والشيخ زويد، مشيرة إلى أنه مريض بالبهاق، كما أنه ظهر في فيديو تفجير كمين كرم القواديس، وغيرها من مقاطع الفيديو.
قائد غامض
ويرفض أبو أسامة المصري الظهور العلني في أي مناسبة، فيما يحرص تنظيم ولاية سيناء على إخفاء وجهه في مقاطع الفيديو التي يبثها للعمليات التي يقوم بتنفيذها كل فترة ضد قوات الجيش والشرطة المصرية، حتى لا تعرف شخصيته الحقيقية.
وكان المصري أعلن قبل يومين عبر بيان تلاه بصوته أن تنظيم ولاية سيناء هو من أسقط الطائرة الروسية الأسبوع الماضي يوم السبت، قائلا بنبرة متحدية: "نحن من أسقطناها، ولن نفصح عن طريقة استهدافها، إلا حينما نريد نحن، فموتوا بغيظكم".
وأعلنت قوات الأمن المصرية مرات عدة نجاحها في قتله أو القبض عليه، إلا أن هذه الأخبار سرعان ما يثبت عدم صحتها بعد ظهوره في مقطع فيديو لإحدى العمليات التي ينفذها التنظيم في سيناء.
قوات بريطانية في سيناء لقتله
وكشفت صحيفة "صنداي تايمز" أن اتفاقا عسكريا تم التوصل إليه بين مصر وبريطانيا وروسيا لتنفيذ هجوم على التنظيم وإلقاء القبض على أبي أسامة المصري أو قتله، عن طريق إنزال عناصر من قوات "إس إيه إس" البريطانية الخاصة في سيناء قريبا.
وأشارت إلى أن المخابرات البريطانية قامت مساء السبت أيضا بالتحقق من أن جهاديين بريطانيين تورطوا أيضا في عملية تفجير الطائرة الروسية، بعد أن اتضح من عمليات تنصت على اتصالات إلكترونية لعناصر في تنظيم ولاية سيناء، يتحدثون عن نجاح إسقاط الطائرة بلهجة إنجليزية تعود لمدينتي لندن وبرمنجهام.
وأضاف محققون بريطانيون، أن المتطرفين البريطانيين يمكنهم بسهولة تجنب مراقبة أجهزة الأمن المصرية والتحرك بحرية في منتجع شرم الشيخ أو مطاره الدولي.
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها دولة أجنبية وجود أفراد أجانب يقاتلون في مصر تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية، على غرار ما تشهده دول أخرى في المنطقة مثل العراق وسوريا وليبيا.
الطائرة سقطت بقنبلة
وفي سياق متصل، كشف عضو بفريق التحقيق المصري أن سقوط طائرة الركاب الروسية سببه انفجار قنبلة على متنها.
وقال عضو فريق التحقيق لوكالة "رويترز" إن المحققين متأكدون بنسبة 90 في المئة من أن الصوت الذي تم سماعه في الثانية الأخيرة من تسجيل الصندوق الأسود للطائرة، كان انفجار عبوة ناسفة.
وكانت الطائرة الروسية تحطمت صباح السبت من الأسبوع الماضي فوق سيناء، بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي وعلى متنها 224 شخصا لقوا حتفهم جميعا.
وأعلن تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة مسؤوليته عن الحادث، بعد ساعات من وقوعه، رافضا الإفصاح عن تفاصيل العملية.