أن تعيش لاجئا في مخيم لا يعني أن تتوقف عن
الإبداع؛ فاللاجئ السوري محمد حرب (أبو رأفت)، البالغ من العمر 43 عاما من ريف درعا، يملك عزيمة لم تثنها قسوة الظروف، ولم يقيدها قدره بأن يكون من ذوي الإعاقة، ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها في مخيم
الزعتري للاجئين السوريين، إلا أنه تحدى إعاقته من خلال صنع عربة تحمل كرسيه المتحرك "كما أنها سيارة ناقلة تحمل الأشياء".
وفي لقاء مع "عربي21"، قال حرب: "بهذا الاختراع أستطيع اختصار المسافات الشاسعة والطويلة في المخيم، والذهاب إلى أي مكان أريده مع أطفالي، الذين هم أيضا من ذوي الاحتياجات الخاصة، كالمشافي والمنظمات عند الحاجة إلى ذلك".
وأشار حرب إلى أن هذه الجهود كانت "جهودا شخصية ومن قوت أطفالي وأسرتي، ولا يتوفر أي دعم من أي جهة كانت من أجل صنع هذه العربة، التي ساعدتني أنا وأطفالي في الاستمرار، وتسهيل الصعوبات التي من الممكن أن تواجهني في الحياة، ولأصبح كغيري من باقي الناس"، بحسب قوله.
وتمنى حرب أن تكون هنالك الكثير من العربات في المخيم، كالتي صنعها، لتسهل نقل باقي ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الأماكن التي يحبونها، والاهتمام أكثر بهؤلاء الأشخاص؛ لأنهم "من لحم ودم"، على حد قوله.
صفوان الحوراني، أحد جيران محمد حرب في مخيم الزعتري منذ ما يقارب السنتين ونصف، تحدث إلى "عربي21" عن النشاط والمعنويات القوية والمتميزة التي يتحلى بها أبو رأفت في منزله وفي المخيم أيضا، والتي ظهرت من خلال أعماله المسرحية المتنوعة التي قدمها في مخيم الزعتري مع فريقه الشبابي الذي أسسه، بالإضافة إلى عمله في الكتابة والإخراج، والمبادرات الإنسانية، وصنع عربة لتحمل كرسيه المتحرك.