يبدو أن أزمة حزب نداء
تونس الحاكم قد يكون لها آثار على علاقة تونس بدول الجوار، لا سيما
الجزائر، في ظل ما يتردد عن سعي الأمين العام للحزب
محسن مرزوق لتصدر المشهد.
وفي هذا السياق، يقول موقع "الشاهد" التونسي إن الاستخبارات الجزائرية حصلت على وثائق تثبت تورط مرزوق فيما أسماها الموقع "الاتفاقية اللغز"، التي لا تتضمن فقط "تنازلات للأمريكان في تونس، وإنما تعتبر بمنزلة تسهيلات لأعمال استخباراتية عدائية تستهدف الجار الغربي" في إشارة للجزائر.
ووفق الموقع التونسي، يبدو أن السلطات الجزائرية "أرسلت خلال الأيام الأخيرة إشارات واضحة (إلى تونس) تؤكد أن وصول هذه الشخصية المثيرة إلى مراكز متقدمة في الدولة يعني مراجعة العديد من الاتفاقيات بين البلدين، بما فيها المتعلق بمكافحة الإرهاب".
وتتداول صحف تونسية أن مرزوق يسعى لترسيخ نفسه زعيما للحزب تمهيدا للتقدم لرئاسة الجمهورية خلفا للباجي قائد السبسي.
وفي حين لم يتم الكشف عن مضمون الاتفاقية المشار إليها، إلا أن المخابرات الجزائرية حصلت على نصها، و"بناء عليه صنفت مرزوق كشخصية خطيرة على أمن الجزائر، ولا يمكن التعاون معه مهما كان المنصب الذي يشغله، ما يعني أنه وفي صورة وصول مرزوق إلى الحكم قرطاج (رئاسة الجمهورية) أو القصبة (رئاسة الوزراء) فإننا سنجد أنفسنا أمام أزمة بين البلدين لم يسبق لها مثيلا منذ الاستقلال" وفق الموقع ذاته.
ويُتهم مرزوق بالسعي للسيطرة "على مقاليد الحكم بطرق انقلابية مغلفة بغشاء ديمقراطي مغشوش"، فيما سبق كان قد رحب بالانقلاب في مصر، ورأى فيه "بادرة أمل ليس فقط لمصر، ولكن لكل المنطقة العربية".
وكانت معلومات تناولتها الصحافة الجزائرية الشهر الماضي عن منع السلطات الجزائرية من الدخول قبل ذلك بشهرين، إلا أن مرزوق نفى ذلك، وقال إنه لم يتوجه للجزائر بالأصل.
ويشار إلى أن بنود الاتفاقية مع الأمريكيين، التي يجري الحديث عنها، يغلب عليها طابع التكهن، حيث لم يصدر أي شيء رسمي بشأنها، سواء من تونس أو واشنطن أو حتى الجزائر. وتحدثت صحف تونسية وجزائرية عن أن الاتفاقية التي لم يصدر أي تعليق رسمي بشأنها من الأطراف المعنية بها؛ تسمح بإقامة قواعد أمريكية في تونس قرب الحدود الجزائرية، في إطار التزام الولايات المتحدة بدعم قدرات تونس الدفاعية والأمنية.
ويمثل مرزوق الجناح اليساري في حزب نداء تونس، ويخوض هذا الجناح صراعات على قيادة الحزب مع الجناح الذي يتزعمه حافظ السبسي، نجل رئيس الحمهورية، والمحسوب على تيار التجمع الدستوري المنحل.