طالب رئيس
الموساد الأسبق شبتاي شفيت، بمحو "داعش" مثلما حصل لـ"درزدن" في الحرب العالمية الثانية.
وقال شفيت، إنه في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، والعملية الكبرى في الضاحية في بيروت والهجمة الإرهابية في باريس، أصبح واضحا الآن أن "داعش" اتخذ قرارا استراتيجيا للبدء بتنفيذ عمليات في الخارج، وفقا لصحيفة "معاريف" الاثنين.
وأضاف أنه "حتى الآن، كان العرب يقتلون عربا والمسلمون يقتلون مسلمين، ولا سيما في العراق وفي سوريا، أما الآن فقد قرروا الشروع بقتل الكفار في أرجاء العالم. داعش هو تنظيم ليس بينه وبين الإسلام الكلاسيكي شيء. فقد تبنوا فكرة إقامة الخلافة الإسلامية ليس إلا. يجب إبادة هذا الشر. يدور الحديث عن نحو 30 ألف شخص، القاسم المشترك بينهم هو الوحشية وشهية القتل".
ودعا شفيت إلى "تشكيل ائتلاف دولي بمشاركة دول أوروبا والولايات المتحدة للبدء بالعمل والكف عن الكلام. يجب أن توضع جانبا الجدالات عن القانون والأخلاق وعن المعادلات بين الأمن وحرية الفرد وما شابه. وهذا يعني أنه بشكل عملي يجب أن يعملوا مثلما عملوا في الحرب العالمية الثانية لدرزدن".
وشدد على أنه "تم محو درزدن عن وجه الأرض، وهذا ما يجب أن يفعلوه لكل الجيوب الإقليمية التي يحوزها داعش".
واقترح شفيت "على مثل هذا الائتلاف الدولي، الاستناد إلى القوات البرية للأكراد في العراق وفي سوريا وتزويدهم بالدبابات. لقد أثبت الأكراد أنفسهم. هذه هي القوة القتالية الأفضل الموجودة في هذه المناطق، التي قاتلت وتواصل القتال ويجب التعاون بينها وبين الأمريكيين".
من الجدير بالذكر أن درزدن (بالألمانية: Dresden) هي عاصمة ولاية ساكسونيا في شرق ألمانيا، ويبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة. قامت قوات التحالف بقصفها بشكل مكثف في الحرب العالمية الثانية. قدرت الخسائر البشرية من القوات الألمانية آنذاك بـ 350 ألف مدني، ثم جاء في تقرير رسمي نشر عام 2010 بعد خمس سنوات من البحث أنه كان هناك ما يصل إلى 250 ألف قتيل في قصف المدينة من قوات الحلفاء.
دعوة لتصفية داعش
وفي السياق ذاته، قال السياسي اليساري
الإسرائيلي يوسي بيلين، إن تنظيم داعش يجب تصفيته، وتصفيته لا يمكن أن تتم إلا من خلال عملية برية أليمة وباهظة الثمن ولكن ضرورية، مشددا على أنه لا يمكن مواصلة السماح للإرهاب بتهديد العالم الحر.
وقال بيلين إن "الأحداث القاسية التي وقعت في باريس مساء الجمعة كفيلة بأن تدفع العالم إلى عمل أكثر حزما ضد داعش. ويحتمل أن تؤدي أيضا إلى تفعيل قوات برية في العراق وفي سوريا، إلى جانب قوات الأكراد. ولكن في كل الأحوال، ليست هذه حربا عالمية ثالثة، كما يعرض ذلك بعض من المحللين".
وشدد على أن "هذا لم يحصل ولن يحصل أيضا أمام داعش. هنا يدور الحديث عن جهة متزمتة، لها قاعدة جغرافية محددة جدا في قسم من العراق ومن سوريا ولها قوة لأن تجتذب إليها الشباب من أماكن مختلفة من العالم الإسلامي وخارجه. ويتميز هذا التنظيم بوحشية استثنائية وبذكاء لا بأس به حين يدور الحديث عن وسائل الاتصالات الحديثة"، على حد تعبيره.
وأشار إلى أنه "ليس لداعش دعم من أي دولة في العالم، وإذا كان الحديث يدور عن شبكات من التحالف، فليس له أي أمل في أن يقيم شبكة كهذه. وهو مدعوم من الأفراد وكذا من منظمات إسلامية متطرفة تخاف منافسته. هنا ينتهي الدعم".
وطالب بيلين بقرار من العالم (من خلال مجلس الأمن في الأمم المتحدة) للخروج إلى حرب ضد "داعش".. وقال: "سيكون – لأول مرة – قرار من العالم بالخروج إلى حرب ضد كيان إرهابي؛ ولكن حتى لو شاركت العديد من الدول في مثل هذه الحرب، في ظل تنسيق أقصى واستغلال القدرات المختلفة للدول المختلفة، فإن هذه ما زالت لا تعد حربا عالمية (بمعنى حرب الكل ضد الكل) بل إنها حرب من دول العالم ضد جهة ليست عضوا في النادي الدولي".
وأكد أن "هذه حرب قد يقع فيها ضحايا غير قليلين، ولكن عددهم لن يكون قريبا من الملايين الذين قتلوا في الحربين العالميتين. وهي قد تستغرق زمنا طويلا، ولكنها لن تستغرق ما استغرقته الحربان العالميتان. وبالعكس، فإنها كفيلة بأن تعزز القاسم المشترك بين العالم البراغماتي في مواجهة التطرف الذي لا يطاق وليس محدودا لأناس داعش وأمثالهم".