رجح الصحفي المصري هشام المياني، وقوف الكاتب محمد حسنين هيكل، وراء واقعة القبض على مؤسس جريدة "
المصري اليوم"،
رجل الأعمال،
صلاح دياب، قبل قرابة أسبوعين.
جاء ذلك في مقال مثير كتبه المياني، تحت عنوان: هل كان "هيكل وراء القبض على صلاح دياب؟ ونشره بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وروى المياني أنه ظل يراقب ردود الأفعال حول قصة رجل الأعمال صلاح دياب، ونجله توفيق، منذ لحظة القبض عليهما، وحتى إخلاء سبيلهما، ليكتشف في النهاية أن كل التعليقات لا تبدو مقنعة أو مقتربة من إطار الحقيقة.
وأشار إلى أن الجميع تحدث في البداية عن أن القبض بسبب قضية الأموال العامة التي أعلنت عنها النيابة العامة في بيان رسمي قبل عملية القبض بيومين، لكن هذا سبب غير منطقي مطلقا، لأن القائمة التي أعلنتها النيابة من رجال الأعمال المتحفظ على أموالهم ضمت 17 رجل أعمال آخرين مع دياب، ولم يكن فيها نجله، ومن ثم فالقبض عليه دون غيره بسبب هذه القضية لا يستقيم أبدا، فضلا عن أن ضبط نجله معه يقضي على هذا السبب تماما.
وأردف: أما القول بأن سبب الضبط هو حيازة دياب لسلاح دون ترخيص في منزله، فهو سبب أصغر من أن يقتنع به طفل صغير، لأن هذه قضية تنتهي في ساعة واحدة فضلا عن أن حيازة الأب لسلاح دون ترخيص لا تبرر القبض على نجله في التوقيت نفسه واللحظة، ومن منزلين مختلفين.
وتابع المياني أن الكلام عن كون الهدف هو الضغط على الإعلام أو تخويفه يدحضه أن صحفا كثيرة ووسائل إعلام أخرى بها مقالات أو برامج توجه نقدا لاذعا للسلطة والرئيس (يقصد السيسي)، وأصحاب هذه الوسائل الإعلامية أو ملاكها أيضا تثور حولهم الشبهات.. فلماذا تم اختيار دياب على وجه التحديد؟ ولماذا هذه القسوة بل ومخالفة القانون في التشهير به، ونشر صوره، ونجله، وهما مقيدان بالكلابشات؟
وكشف المياني أنه بدا أن الهدف من وراء القبض على دياب ونجله، ورسالته، أعمق وأكبر، وأنه قد تكون الرسالة لأطراف أخرى، لا سيما أنه جاء في ظل الأزمة بين مصر وبريطانيا، وتداعيات حادث الطائرة الروسية، وعقب توجه السيسي إلى لندن، كما رافق عملية القبض قسوة.
وقال إنه خلال عملية البحث عن سبب منطقي لهذه القصة تذكر أن الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل ألمح في حواره الأخير مع الإعلامية لميس الحديدي إلى قيام أحد رجال الأعمال بالحديث بشكل مسيء عن مصر مع مسؤولين أجانب، وعلى وجه التحديد مع رئيس وزراء بريطانيا، دون أن يلتفت أحد لهذا التصريح الخطير الذي وصفه هيكل وقتها بالخيانة، وأن كثيرين يفعلون مثله، دون أن تنتبه إليه السلطة المصرية، ودون أن يعتبره أحد خيانة، بحسب تعبير هيكل.
وأوضح الكاتب الصحفي أنه عاد للحوار، واستمع إلى هذه الجزئية بالتفصيل، التي كان هيكل يتحدث فيها عن العوامل التي تحكم السلطة حاليا في إعلان انحيازاتها الطبقية، إذ قال هيكل نصا: "كل حكم معرض لضغوط، وهذه الضغوط لها امتدادات في الخارج، وكل طرف في مصر بشكل ما، وبطريقة ما له جهة يهمس فيها، ولم تعد خيانة مثل الماضي، ولم تعد خيانة أن نرى أحدا من رجال الأعمال يتحدث مع (رئيس الوزراء البريطاني) ديفيد كاميرون بطلاقة، ويقول كلاما في بعض الأحيان، أعتقد أنه مسيء، لكن أنتِ كسلطة فرأس المال يحتاج للحديث معه، وتحتاجين تتصرفي، وتحافظي عليه، وتمنعيه أن يخطئ".
واستطرد المياني أنه وفقا لكلام هيكل، وبالقياس على الظروف المحيطة بعملية القبض على دياب ونجله، وفي ظل التكتم غير المبرر من جانب الدولة، فإن هذا قد يكون السبب الأقرب لعملية الضبط، وقد يكون السيسي في زيارته الأخيرة للندن تأكد مما صرح به هيكل عن قيام رجل أعمال بالحديث مع كاميرون بصورة مسيئة عن مصر (يقصد صلاح دياب).
وشدد المياني على أنه يعزز هذا الاحتمال بقوة ما كتبه صلاح دياب نفسه في صحيفته "المصري اليوم"، إذ إنه في نهاية مقاله ألمح للسبب الحقيقي لعملية القبض دون أن يشرح، ويسرد التفاصيل، إذ اكتفى بقوله: "كرمني الرئيس لثقته في رجال الأعمال، وثقتي فيما أحمله له من مشاعر، هل حدث ما كدر صفو العلاقة.. كلام صدر منى؟ وأجاب دياب: "يجوز، ولكن لو حدث في إطار الرأي فإنه يضيف، ولا ينتقص".
ويذكر أن "هيكل" لم يعلق أو يستنكر القبض على صلاح دياب، وعندما سُئل نجله رجل الأعمال، رئيس مجلس إدارة شركة القلعة"، أحمد هيكل، عن التعليق على إلقاء القبض على دياب، ونجله، قال: "لن أتكلم، ولن أقول أي حاجة.. أريحوا أنفسكم".