قالت جماعة الإخوان المسلمين في
مصر إنها حسمت موقفها من العنف والإرهاب منذ الفترة الأولى للتأسيس، ومرورا بالمراحل التي مرت بها الجماعة، وتفاعلها مع قضايا الوطن والأمة، مؤكدة أن السلمية من ثوابتهم ولن يحيدوا عنها أبدا.
وأضافت جماعة الإخوان المسلمين، في بيان أصدرته الأربعاء، اطلعت عليه "
عربي 21"، حمل عنوان (الموقف من العنف بعد انقلاب 3 يوليو 2011)، "كان من الممكن في أية لحظة من التاريخ الممتلئ بتنكيل الحكومات المتعاقبة أن يكون هناك مبرر لتغيبر نهج الجماعة، لكنها أبت وقبضت على جمر الحق".
وشددت "الجماعة" على أنها التزمت "الخط المستقيم والنهج السلمي والنضال المدني والتدافع السياسي والتمسك بآليات الديمقراطية وخيارات الشعب، وربت أجيالا عدّة على ذلك النهج القويم العظيم، لأن ذلك فوق أنه ثابت من ثوابت فهمها، فهو مبدأ عقيدي تتعبد به إلى الله تعالى الذي هو غاية سعيها".
وأوضحت، في بيانها الذي جاء عقب اجتماع مجلس شورى الجماعة بتركيا، أنها قابلت الإجراءات القمعية والمستبدة لسلطة الانقلاب برفض شعبي كان مبدأه ومنتهاه شعارها الذي وصفته بـ"الثابت" "
سلميتنا أقوى من الرصاص".
وتابعت، "ظلت الجماعة حتى اليوم وبعد اليوم متمسكة ـ قولا وعملا- بالسلمية والمقاومة المدنية السياسية رغم كل مجازر سلطة الانقلاب، ووسط حملة شيطنة من إعلام الانقلاب وأذرعه الأمنية والعسكرية، تستهدف دفع المصريين وفي القلب منهم الإخوان إلى العنف لتكون الكفة سواء، ولكن هيهات".
وأكدت أن "الإخوان" لا يحتاجون كل دقيقة إلى إعادة التذكير بموقفهم الثابت والإستراتيجي باعتماد "النضال السلمي والمدني لاسترداد الثورة ومكتسباتها الديمقراطية، وإقرار أهدافها التغييرية بما يحفظ المؤسسات ويحقق السلم الأهلي عبر عدالة حقيقية، وتمكين واضح للثورة وإرادة الشعب".
وفي إشارة ضمنية للخلافات بين قيادات الجماعة، قالت: "مما تعلمناه في مدرسة الإخوان وسلوك رجالها الأوفياء وقادتها المخلصين، عدم الخوض في سجالات ليس من ورائها إلا هدر الأوقات فيما هو غير نافع أو مفيد".
وردا على قادة الجماعة الذين يقولون إن خيارهم "ثوري"، أكدت أن منهج الجماعة هو "الإصلاح والتغيير"، يقوم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن منهجها هو إصلاح النفس أولا ثم الأسرة ثم المجتمع بدعوته إلى الخير في كل جوانبه.
وشددت على أن نشاطها ونضالها ضد الفساد والاستبداد يقوم على "السلمية المطلقة ونبذ العنف بكل صوره، وتحمل كل ما يصيبها من إيذاء واعتقال وقتل وتعذيب واضطهاد، في سبيل ذلك، وأن شعارها مع من ظلمها من إخوانهم: (لئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)".
وقالت الجماعة إن من "القواعد الأساسية التي قام ويقوم عليها عمل الجماعة، ويحكم طريقها منذ بداية تأسيسها وحتى اليوم، وإلى ما شاء الله؛ أن هناك مبادئ محددة وثوابت حاكمة ومفاهيم واضحة يقوم عليها فهم ونشاط الجماعة، فمن ابتعد عنها فقد اختط لنفسه طريقا غير طريق الإخوان المسلمين".
واختتمت بيانها برسالة لمن يخالفون نهجها (السلمية المطلقة)، قائلة إن "من ينسب نفسه للجماعة يجب أن يكون هذا نهجه وتلك سيرته، فإن دعا إلى غير ذلك أو اختط لنفسه نهجا غير نهج الجماعة فهو ليس من الجماعة وليست الجماعة منه، مهما أدى أو قال".