هيمن على اليوم الأول في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب المزمع بمصر، الأحد، ظاهرة "
شراء الأصوات"، التي اعترفت بها الصحف
المصرية الصادرة الاثنين، وفضحت الكثير من وقائعها، في وقت لم تحرك فيه اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات ساكنا تجاهها، برغم أنها استشرت إلى حد أن وصفتها صحيفة "الأخبار" الحكومية، بأنها صارت "عيني عينك"، ما يبطل أي انتخابات نزيهة، وفق مراقبين.
شراء الأصوات.. "عيني عينك"
فقد صدرت "الأخبار"، ثاني أكبر صحيفة حكومية بمصر، بمانشيت - فوق الترويسة - يقول: الإقبال أعلى من المرحلة الأولى.. وشراء الأصوات "عيني عينك".
واستعرضت الصحيفة عددا من نماذج تلك الظاهرة بصفحاتها الداخلية، فقالت: المال السياسي يسود بالزيتون والأميرية.. أهالي باب الشعرية: أخذنا فلوس مرشحي الرشوة وانتخبنا غيرهم.. القبض على 13 من سماسرة الانتخابات بالقاهرة.. رشاوى بدار السلام.. و"البون" أحدث صيحات شراء الأصوات بالخليفة.. السويس: الصوت يصل إلى 300 جنيه.
وفي التفاصيل نقلت "الأخبار" عن الناخبين بمحافظة السويس قولهم إن قيمة الصوت وصلت إلى ما بين مئة إلى ثلاثمئة جنيه، لصالح بعض المرشحين المستقلين الذين يعتمدون على المال السياسي للوصول للبرلمان.
وأشارت الأخبار إلى أنه في دائرتي الخليفة ودار السلام بالقاهرة تراوح سعر شراء الصوت الواحد ما بين خمسين إلى مائة وخمسين جنيها، بشهادة مواطنين في دوائر دار السلام، في حين تراوحت في لجان المقطم - حسبما رصدت عدسة الأخبار أمام مدرسة الشيماء - إلى بين 150 إلى 500 جنيه، بينما وصلت إلى 300 جنيه في الخليفة.
ورصدت "الأخبار" بالصور عملية شراء الأصوات، وتوزيع مبالغ مالية وصلت إلى 200 جنيه للصوت الواحد. ونشرت صورة لسمسار الانتخابات أثناء شراء الأصوات، لمصورها حسام المناديلي.
وذكرت أن أجهزة الأمن بالقهرة ألقت القبض على 13 متهما من سماسرة الانتخابات أمام اللجان الانتخابية بمنطقة بولاق أبو العلا، حيث كانوا يقومون بتوزيع الرشاوى الانتخابية للتصويت لصالح المرشح محمد حمودة، وتم القبض عليهم أثناء قيامهم بتوزيع الأموال على الناخبين، وتمت إحالتهم للنيابة.
شراء الأصوات بـ"بونات تسوق"
"الأخبار" أشارت أيضا إلى أن اللجان الانتخابية شهدت ظاهرة هي الأولي من نوعها، التي عرفها مندوبو المرشحين "ببونات التسوق"، وهي عبارة عن "بون" يقوم بإعطائه مندوب المرشح للناخب مقابل صوته، علي أن يتجه الناخب إلى محلات بقالة ومعارض سلع غذائية بعينها ليقوم بصرف البون، سواء بشراء بضاعة (زيت أو سكر) أو اختيار أجهزة كهربائية.
ووفق الأخبار: "أكد أحد المواطنين أن البون أسهل وسيلة وأضمنها للحصول علي رشوة مقابل الصوت، حيث يتضمن البون توقيعا ورقما معينا يضعه المرشح بعد أن يتأكد من إعطائه الصوت".
المال السياسي يظهر في معظم الدوائر
ونافست "المصري اليوم" "الأخبار" في الكشف عن "ظهور المال السياسي في معظم الدوائر.. وتجاوز ثمن الصوت أربعمائة جنيه"، على حد قولها.
وأشارت إلى ظهور المال السياسي أمام أحد محال الكشري الشهيرة بمنطقة المعصرة لشراء الأصوات بمبلغ 200 جنيه للصوت الواحد، حيث وقف أنصار مرشح يعرضون المبالغ على الناخبين، ونقلهم للإدلاء بأصواتهم.
وألقت قوات الشرطة التابعة لقسم المعادي القبض على بعض الأفراد الذين تواجدوا أمام اللجان لشراء الأصوات، وتوجيه الناخبين لصالح مرشح معين.
وفي لجان دائرة مصر القديمة رصدت "المصري اليوم" وصول سعر الصوت الانتخابي في الدائرة إلى ما بين 150 و 200 جنيه وبطانية في منطقة الزهراء.
وفي لجان مصر القديمة قال أحد المواطنين المقيدين بالدائرة، واسمه محمد أحمد على، إنه تلقى عرضا من أحد مندوبي المرشحين بالحصول على مبلغ 200 جنيه للإدلاء بصوته لصالح المرشح.
وفي محافظة الشرقية شهدت دائرتا بلبيس ومشتول السوق، سيطرة للمال السياسي، ووصل الصوت لثمن 200 جنيه.
وفي الزقازيق، كثف المرشح مجدى عاشور، الملقب بـ"عاشور بتاع الزقازيق"، من تحركاته. وقالت مصادر في حملته إن عمليات شراء كثيرة للأصوات استخدمها المرشح للحشد لصالحه، بحسب "المصري اليوم".
وفي السويس قال عدد من الناخبات إن الصوت الانتخابي وصل ما بين 100 إلى 200 جنيه، لصالح بعض المرشحين المستقلين من رجال الأعمال، وتم نقل جماعي إلى مدرسة منشية الرجولة ومدارس أخرى بحي الجناين بالقطاع الريفي، بالسويس، وأخرى بحي الأربعين.
بالفيديو.. كل بولاق "قابضة"
وفي سياق متصل قالت "الوطن" في مانشيت أعلى الترويسة: "الوطن" في قلب دوائر المرحلة الثانية: رشاوى واشتباكات.. وخرق مستمر للصوت الانتخابي.
وقالت الوطن: نصيحة عنايات للناخبات: "اقبضي.. واخلعي".
ونقلت بالفيديو عن زوجة أحد المرشحين قولها: "كل بولاق قابضة.. وماحدش نازل لله"، فيما قالت مرشحة في السيدة زينب: "فلوس عيني عينك.. وبلطجة في الانتخابات".
الرشاوى الانتخابية تتحدى القانون
الأمر نفسه كشفته صحيفة "الدستور"، التي قالت: "الرشاوى الانتخابية تتحدى القانون في القاهرة.. والصوت يصل إلى 200 جنيه".
وأضافت: "200 جنيه للصوت في البساتين والمعادي"، قائلة: "رصدت "الدستور" قيام المرشح رأفت السعدي عبدالله، مرشح حزب "المصريين الأحرار"، بشراء الصوت الانتخابي بـ100 جنيه، مع توفير وسائل المواصلات للناخبين، ووصل في بعض الأماكن إلى 200 جنيه".
وبحسب "الدستور" أيضا: "في لجان الزيتون والأميرية، دائرة رئيس ديوان مبارك المخلوع، زكريا عزمي، لم يحضر أحد من الناخبين على عكس ما كان يتوقع الكثيرون، وهو ما حول اللجان إلى ساحة ومطمع من قبل المرشحين لإغراء المواطنين البسطاء بالمال من أجل كسب أصواتهم ونقلهم عبر وسائل مواصلات خاصة للجان مجانا".
وفي مخالفة صارخة - بحسب "الدستور" - قام أحد المرشحين بتوزيع الأموال والمواد الغذائية على الناخبين، ونقلهم في ميكروباصات خاصة من أمام مقره الانتخابي بشارع الخليج المصري بدائرة المطرية إلى مقرات اللجان الانتخابية بالزيتون لضمان التصويت له.
وقالت الشروق: شكاوى من شراء الأصوات.. واتهامات بالرشاوى".
وفي التفاصيل قالت: "قال مسؤول البحث الميداني في شرق القاهرة بحزب المصريين الأحرار محمد الروحي لـ"الشروق": "إنه تم رصد مرشحين من مدرسة الخنساء في منطقة سبيكو يعرضون شكاوى على الناخبين، حيث وصل سعر الصوت الواحد في الدائرة إلى 200 جنيه".
وأخيرا، قالت اليوم السابع: "اللجنة العليا تتلقى 141 شكوى مختلفة.. ورصد شراء للأصوات في الوايلي وبولاق والوراق.. والقبض على 4 يسودون البطاقات".