خصصت صحيفة "
الغارديان" وصحيفة "أوبزفر" حملتهما الخيرية السنوية لهذا العام للاجئين، خاصة السوريين.
وكتبت رئيسة تحرير "الغارديان" كاثرين فاينر، مقالا حول هذه الحملة، شرحت فيه الأسباب التي دعت الصحيفة لاختيار
اللاجئين هذا العام، وعددت الجمعيات الخيرية التي ستستفيد من حملة "الغارديان" الخيرية، ودعت القراء إلى التبرع بسخاء لهذه القضية النبيلة.
وتقول فاينر في بداية المقال: "إن هروب الأطفال والنساء والرجال بشكل لم يسبق له مثيل من الحرب في
سوريا، أسر اهتمام العالم، وفي الوقت ذاته هناك حوالي 20 مليون لاجئ حول العالم يبحثون عن حياة تستحق الحياة".
وتشير الكاتبة إلى أن مليونا من هؤلاء اللاجئين هم بحاجة ماسة إلى إعادة التوطين، فهذه "هي أزمة العصر، ورد فعلنا عليها يمتحن قيمنا وروحنا وإبداعنا وسخاءنا". وتضيف: "أن التوصل إلى حلول سياسية أمر معقد، ولكن من الضروري ألا نغلق قلوبنا أو يزوغ بصرنا على رد الفعل الإنساني، أو أن نتجاهل أمس الناس حاجة".
وتبين فاينر أن صحيفة "الغارديان" تابعت أزمة اللاجئين السوريين بشكل مستمر في الأردن وتركيا ولبنان، كما تابعت حركة مهربي البشر وقوارب الموت. لافتة إلى أن فيلم "الغارديان" القصير "نمشي معا"، الذي أعده جون دوموكوس، روى فصول رحلة اللاجئين الشاقة عبر هنغاريا وألمانيا.
وتؤكد الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "
عربي21"، أن الصحيفة "اختارت قضية اللاجئين هذا العام ليس بهدف جمع
التبرعات فقط لقضية إنسانية ضرورية، ولكن للقيام بالتضامن، شعارنا فيه نقف معا: وقفة ضد عدم التسامح والخوف، وقفة للتعاطف والسخاء"، ونبهت إلى ضرورة عدم الخلط بين قضية اللاجئين والإرهاب، مستشهدة بما قاله الرئيس أوباما في هذا المجال.
وتذكر فاينر أن حملة الصحيفة الخيرية ستقدم التبرعات لست جمعيات خيرية تساعد اللاجئين وهي: الصليب الأحمر وفروعه الدولية، مثل منظمة الهلال الأحمر، التي لها تاريخ في تقديم المساعدات للاجئين. وكذلك لمحطة عون اللاجئين البحرية (MOAS)، التي أنقذت حوالي 12 ألفا من الغرق في البحر الأبيض المتوسط. ومنظمة أطباء العالم، التي تقدم خدمات الطوارئ الطبية للاجئين وتقدم الدعم النفسي أيضا. ومجلس اللاجئين في المملكة المتحدة، الذي يساعد الباحثين عن اللجوء، ويساعد الأطباء والممرضات اللاجئين للحصول على شهادات المعادلة للعمل في المملكة المتحدة. ومركز موارد اللجوء في أستراليا، الذي يساعد الباحثين عن اللجوء، ويحميهم من الاضطهاد والفقر. وشبكة سيتي سانتواري (ملاذات المدينة)، وهي شبكة من المواطنين المهتمين بقضية اللاجئين، يقدمون لهم الدعم في مجتمعاتهم.
وتقول الكاتبة: "يسعدني أن (الغارديان) في أمريكا ستتبرع بمساحات إعلان مجانية لجمعيات اللاجئين الخيرية، و(الغارديان) في أستراليا ستدعم الحملة. أما دكان (الغارديان) لبيع الكتب فسيتبرع بعشرين بنسا عن كل كتاب يبيعه خلال فترة الحملة".
وتختم فاينر مقالها بدعوة الجمهور إلى دعم حملة الصحيفة الخيرية لأجل اللاجئين، مشيرة إلى أن الصحيفة استطاعت جمع 400 ألف جنيه إسترليني العام الماضي في حملتها دعما للصحة العقلية.