طالبت رئاسة الجمهورية بالجزائر، الأربعاء، وزارة الداخلية، بتسريع التحقيقات حول الأسباب الحقيقية وراء إندلاع حريق أودى بحياة 18 لاجئا
أفريقيا بتجمع للاجئين بمحافظة ورقلة، صباح الثلاثاء.
وقال مصدر عليم من وزارة الداخلية، بالجزائر في تصريح لـ "
عربي21"، دون إظهار إسمه، الأربعاء إن "الرئاسة بالجزائر طالبت المحققين، بتسريع وتيرة التحقيقات قصد إرسال نتائج التحقيقات إلى حكومات الدول التي ينتمي إليها الضحايا".
وشب حريق مهول بمركز لتجمع المهاجرين الأفريقيين، بمحافظة ورقلة، جنوب
الجزائر، صبيحة الثلاثاء، مما أدى إلى وفاة 18 لاجئا بعد إصابتهم بحروق بليغة وتسجيل أكثر من 50 جريحا يتابعون العلاج بمستشفى المدينة.
وتوفي ستة لاجئين من ليبيريا وسبعة من النيجر وسبعة من السينغال وخمسة من مالي وثلاثة من غينيا الإستوائية، واثنان من كل من نيجيريا والكاميرون وواحد من غينيا.
وأحدث الحريق حالة استنفار قصوى وسط قوات
الجيش والشرطة ووزارة الداخلية، وسارعت الأجهزة الأمنية والطبية والعلمية المختصة إلى عين المكان لتقصي الحقائق حول أسباب اندلاع الحريق.
وقررت الحكومة الجزائرية، ترحيل اللاجئين الأفريقيين المتواجدين بمختلف مراكز الإيواء إلى بلدانهم، تفاديا لتكرار مثل هذا الحادث المؤلم، مثلما قال المصدر ذاته.
وقالت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس لـ"
عربي21"، الأربعاء، إن سبب الحريق يعود إلى "خطأ بشري" مشيرة إلى "عدم إلتزام اللاجئين بشروط الإقامة". وتابعت أن "الحادث سببه قيام بعض اللاجئين بطهي الطعام داخل المركز، بينما حذرناهم مرارا من أن يفعلوا ذلك، طالما الحكومة الجزائرية توفر لهم الأطعمة دون عناء".
وبشأن عزم الحكومة الجزائرية، ترحيل اللاجئين المتواجدين بمراكز الإيواء بالجنوب الجزائري، قالت بن حبيلس أن ذلك "لن يكون قسريا، لأن الرئيس بوتفليقة أمر بعدم ترحيل هؤلاء بصفة قسرية".
وأعاد حادث الحريق، بمحافظة ورقلة، الجدل حول ظروف إستقبال اللاجئين بالجزائر، إذ قتل ما لا يقل عن 11 لاجئا بحادث سير، في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، أثناء عملية ترحيلهم إلى بلدهم النيجر.
وقالت بن حبيلس، إنه تم ترحيل أزيد من 4500 لاجئا إلى بلدانهم الأصلية بطلب من حكوماتهم، منهم ماليين ونيجيريين وتشاديين.
ونقل عدد هائل من اللاجئين من طرف فرق الجيش الجزائري لإيواءهم بصفة مؤقتة، بثكنات عسكرية تفاديا لتكرار حادث ورقلة المؤلم.