اتهمت فصائل الثوار في
حلب؛ ما يسمى بـ"
جيش الثوار" المتحالف مع وحدات حماية الشعب الكردية، بالتنسيق مع الطيران الروسي للسيطرة على مناطق في حلب، ومنها قرية "تِنِّب"، التي تمكن الثوار من استرجاعها السبت، فيما يتحدث النشطاء عن اكتشاف جثث عدد من المدنيين تمت تصفيتهم بالرصاص في القرية.
وصرح ضابط مسؤول في "غرفة عمليات
مارع" التي تضم خصوصا أحرار الشام والجبهة الشامية، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، لـ"عربي21": لقد عثرنا على أربع جثث لمدنيين، هم أم وطفلاها ورجل عجوز، تمت تصفيتهم بقرية تِنِّب في ريف حلب الشمالي، قبيل هروب "جيش الثوار" و"وحدات الحماية" منها، مشيرا إلى وجود بعض الجرحى الذين سارعت فرق الإسعاف بنقلهم إلى النقاط الطبية لتلقي العلاج.
وكانت فصائل المعارضة بريف حلب الشمالي قد أعلنت عن عزمها طرد "جيش الثوار" المنضوي تحت راية "قوات سوريا الديمقراطية"، الذي يتخذ مناطق سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية مركزا له ومنطلقا لعملياته، باتجاه القرى والبلدات المحررة. فقد هاجمت المجموعات الكردية عدة قرى خاضعة للثوار وقامت بقطع طريق حلب – إعزاز، بالتنسيق مع الطيران الروسي الذي يستهدف المناطق المحررة، كما يقول المصدر.
وأضاف الضابط في غرفة عمليات مارع لـ"عربي21": لم نكن نتوقع يوما أن يعمل "جيش الثوار" إلى جانب "وحدات حماية الشعب" الكردية لاحتلال مناطقنا وقتل أبنائنا، حيث إنهم استغلوا انشغالنا بالمعارك مع قوات النظام وعناصر تنظيم الدولة".
وقال: "لذلك وبعد هذه التصرفات، عزمنا على تطهير المنطقة منهم، ولن نتركهم حتى يسلموا أنفسهم وسلاحهم، خاصة بعد أن ثبت لدينا من خلال أجهزة التنصت اللاسلكية أنهم ينسقون مع الطائرات الروسية لاستهداف مواقعنا، وقد أعاق الطيران تقدمنا نحو مواقعهم بعشرات الغارات"، وفق قوله.
من جهته، قال المنسق الإعلامي "لمجلس محافظة حلب الحرة"، أبو ثائر الحلبي: "لقد مهّد الطيران الروسي لتقدم "جيش الثوار" و"وحدات حماية الشعب" (الكردية) نحو مناطق المعارضة، فتم استهداف مبنى المجلس شمالي بلدة "دير جمال" بعدة صواريخ فراغية، ما أدى إلى انهيار أحد جدرانه، حيث سيطرت تلك المجموعات عليه في ذلك الحين، وبعد قيام الثوار بطردهم واستعادة ما سيطروا عليه، وجدنا أن محتويات المكاتب من أجهزة كمبيوتر وطابعات ومولدات كهرباء وبطاريات قد تم سرقتها" أو تدميرها.
وتدور اشتباكات بين المجموعات التابعة "لقوات سوريا الديمقراطية" التي تضم أساسا وحدات كردية، وفصائل الثوار في ريف حلب الشمالي منذ نحو أسبوع، في محاولة من الأخيرة استعادة ما سيطرت عليه تلك المجموعات على خلفية انشغال الثوار بالمعارك على جبهات قوات النظام وتنظيم الدولة، حيث سيطرت المجموعات الكردية والمجموعات المتحالفة معها على نحو ست قرى وبلدات من المناطق المحررة، وقد استعاد الثوار ثلاثا منها.
وأعلن كل من "جيش الثوار" و"وحدات حماية الشعب" الكردية، مع عدد من المجموعات الأخرى، في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري؛ الانضمام لقوات "سوريا الديمقراطية"، التي تأسست في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في ريف محافظة الحسكة (شمال شرق)، بدعم غربي لمقاتلة تنظيم الدولة. وتضم مقاتلين عربا وكردا وآشوريين.