توصل باحثون إلى أن الارتفاع الكبير في حالات
الربو في المجتمعات الأوروبية قد يكون متسببا عن المستويات المرتفعة من
النظافة والغذاء الجيد التي تتمتع بها المجتمعات المتطورة، بحسب "بي بي سي".
ويعتقد بعض العلماء أن التعرض لبعض الالتهابات في الطفولة قد يساعد على منع تطور أنواع الحساسية مثل الربو والتهاب غشاء الأنف.
ويعود السبب في ذلك إلى أن الجهاز المناعي سوف يعتاد عندئذ على التعامل مع الأجسام الغريبة. ودون هذا التعرض، فإن الجهاز المناعي يبقى ضعيفا ومعرضا للأمراض.
لكن هذه النظرية مثيرة للجدل، ويعارضها البعض بشدة، غير أن الدراسة التي قام بها الباحثون الإيطاليون، والتي نشرتها المجلة الطبية البريطانية، تؤكد صحتها على ما يبدو.
وقد بحث الدكتور باولو ماتريكاردي مع زملائه في روما تأثيرات التعرض إلى نوعين من العقارات.
وقد تركزت أبحاثهم على المتدربين في القوة الجوية الإيطالية الذين تبلغ أعمارهم بين 17-24، وكان نصف هؤلاء مصابين بالحساسية والنصف الآخر سليمين.
وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تعرضوا للجراثيم المنتقلة عن طريق الفم هم أقل تعرضا للإصابة بالحساسية التنفسية.
غير أن التعرض للجراثيم المحمولة في الهواء لا يُحدِث أي تغيير على ما يبدو.
ويقول الباحثون إن التعرض للجراثيم، مثل أتش بيلوري وهبيتايتيس أي، التي تسبب التهاب الكبد، بحد ذاته لا يمنع الإصابة بالحساسية.
وبدلا من ذلك، فإن تعريض المعدة للالتهابات قد يحفز أو يقوي الجهاز المناعي على أداء وظيفته، وبذلك يساعد على حماية الجسم من الأجسام الغريبة.
لكنهم يحذرون من أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات كي تتأكد النتائج التي توصلوا إليها.
ويقول الدكتور ماتريكاردي إنه يجب رفع مستوى النظافة لتقليص تأثيرات
الأمراض المعدية ولكن في الوقت ذلته يجب التعرف على كيفية تدريب أجهزة المناعة في أجسامنا بشكل مأمون، خصوصا في سني الطفولة الأولى، بهدف منع الإصابة بالحساسية.
وتقول أمندا بروتش، مديرة العلاقات العامة والإعلامية في الحملة العامة لمكافحة الربو في بريطانيا إن هذا البحث بالذات يؤكد شكوكنا بأن عوامل متعلقة بطراز الحياة الذي يتبعه الأشخاص تساهم في تطور مرض الربو والحساسيات الأخرى.
ويقول البروفيسور دَنِس شيل، الخبير في أمراض التنفس والأمراض المنتقلة في كلية الطب في جامعة ويلز، إن هذه الدراسة تؤكد النتائج التي توصلت إليها دراسات سابقة، والتي أظهرت أن التعرض إلى الجراثيم في سن مبكرة يعزز من قوة الجهاز المناعي.
ويضيف البروفيسور شيل أن إحدى النظريات تفترض أنه دون مثل هذا التعرض فإن الجهاز المناعي ينشأ ضعيفا أمام أمراض الحساسية.
لكن البروفيسور شيل حذر من عدم احتراس الآباء من إصابة أطفالهم بالأمراض، وقال إنه ليس من الحكمة أن يكون الآباء غير محتاطين، وينصحهم بعدم السماح لأطفالهم بالسباحة في السواحل القذرة أو عدم غسل أيديهم قبل تناول الطعام.
وقال إن بالإمكان النظر إلى ما حصل لأطفال العالم الثالث لرؤية تأثيرات الالتهابات عليهم.