سؤال يطرح نفسه في خضم ما يجري من مستجدات
مصرية نتيجة الهجمة الشرسة على كل ما هو إسلامي. ماذا ستفعل حكومة الانقلاب مع الجمعيات الخيرية القبطية؟
توجد مئات من تلك الجمعيات، وأكثرها يتواجد داخل الكنائس، فهل ستتعامل حكومة الانقلاب معها كما تعاملت مع الجمعيات الخيرية الإسلامية الآن؟
أم ستكون البديل الذي سيلجأ إليه المصريون لكي يبيض الانقلابيون صورة تواضرووس وساويرس، ومن تعاون معهما على إزاحة حكم الإسلاميين في مصر؟
وإذا لجأ المسلمون إلى الجمعيات الخيرية القبطية، هل سيُرضي ذلك مشايخ الأزهر والإسلاميين الذين أيدوا الانقلاب؟!
لماذا يتم التضييق على المسلمين في مصادر أرزاقهم وعلاجهم وطعامهم؟!
إن آلاف الفقراء والمحتاجين يستفيدون من تلك الجمعيات الإسلامية، هذا بخلاف المرضى الذين استعصى عليهم تكلفة العلاج في المستشفيات الخاصة والعامة أحيانا نتيجة ازدحامها، وعدم توفر مستلزمات العلاج فيها!
إن الحرب على الإسلام تتحرك على قدم وساق، وهؤلاء الانقلابيون ينفذون مخططات أمريكية، صهيونية خليجية تملى عليهم، ولا يفهمون إلا لغة واحدة .. هي تنفيذ الأوامر !!!
لا يملك الفقراء والمحتاجون من أمرهم شيئا إلا اللجوء إلا الله والركون إليه، فقد غاب عنهم العائل الذي كان يرعى مصالحهم، ويعمل على قضاء حوائجهم في سجون الانقلاب.
فأين لهم بالطعام والمأوى والعلاج إذا تخلت مؤسسات الدولة عن رعاية مصالحهم؟
ولمن يلجأ هؤلاء بعد أن تم تجميد الجمعيات الخيرية الإسلامية التي لا تبغي إلا وجه الله والعمل على رعاية المصريين الفقراء؟!.
إن كثيرا من المصريين النصارى كانوا يستفيدون من الجمعيات الخيرية الإسلامية أيضا، فقد رأيت بعيني النصارى يذهبون إلى الجمعيات الطبية الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين والجمعيات الخيرية التابعة للجمعية الشرعية وغيرهم من الجمعيات الإسلامية لتلقي العلاج فيها.
إن عدم توفر البنية التحتية التي يجب أن تقوم بها مؤسسات الدولة، وعدم وجود تضامن اجتماعي حقيقي للفقراء والمحتاجين لجدير أن يفلت زمام الفقراء والمحتاجين ويحولهم إلى عناصر مفسدة في المجتمع بعد أن تخلت مؤسسات الدولة عنهم في احتياجاتهم الضرورية، بل ضيقت على المنافذ الخيرية التي كانوا يلجؤون إليها.
إن الظالمين ومن عاونهم لا يتورعون في أخذ خطوات تثبت أقدامهم على حكم البلاد دون النظر إلى مصالح عامة الناس، مما سيؤدي إلى انفجارات نفسية وأخلاقية وسلوكية لا يعلم مداها إلا الله.
(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وأُفَوِّضُ أَمْرِي إلَى اللَّهِ إنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44))، سورة غافر.