تعرفت السلطات الأمريكية على هوية رجل وامرأة يشتبه أنهما شاركا في
إطلاق نار أودى بحياة 14 شخصا، وأدى إلى إصابة 17 آخرين بمؤسسة للخدمات الاجتماعية في سان برناردينو، بولاية كاليفورنيا الأربعاء وقتلا في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وقالت السلطات إن الرجل يدعى سيد رضوان فاروق (28 عاما) والمرأة تشفين مالك (27 عاما).
وقال جارود بورغان قائد شرطة سان برناردينو، إن فاروق أمريكي المولد وموظف في المقاطعة حضر حفلا في مركز إينلاند الإقليمي، ثم عاد وفتح النار على المحتفلين.
وذكر أنه يعتقد بأن فاروق ومالك هما وحدهما من أطلق النار في الحادث الذي يعد الأكثر دموية من نوعه منذ المذبحة التي حدثت في كانون الأول/ ديسمبر عام 2012، في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في نيوتاون بولاية كونيتيكت.
وقال بورغان إن الدافع وراء الحادث غير معروف.
وقال زملاء عمل فاروق لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إنه زار السعودية وعاد منها ومعه زوجة جديدة، مضيفين أن الزوجين لهما طفل رضيع.
وقتل المشتبه بهما في سيارة رباعية الدفاع سوداء برصاص الشرطة، خلال تبادل لإطلاق النار على مفترق طرق.
وكان قائد الشرطة المحلية أعلن في وقت سابق أنهما "كانا يحملان سلاحا رشاشا ومسدسا".
ولم يعلق ديفيد بوديش المسؤول في مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في لوس أنجلوس، على فرضية عمل إرهابي سواء نفيا أم تأكيدا.
وفيما لم تحدد السلطات أي دافع ديني أو عقائدي، فقد سارعت مجموعة مسلمي كاليفورنيا إلى إدانة إطلاق النار بشدة خلال مؤتمر صحافي.
وأعرب فرحان خان، أحد أقرباء سيد فاروق والذي دعا إلى المؤتمر الصحافي عن "صدمته" لعملية إطلاق النار، وتساءل: "لماذا يقوم بأمر مماثل؟".
وجرى إطلاق النار خلال حفل نهاية رأس السنة، ونظم لموظفي قطاع الصحة في سان برناردينو، ووقع خلاله شجار، حيث قام أحد المدعوين بمغادرة المكان، في حين أكدت الشرطة لاحقا أن هذا المدعو هو سيد فاروق.
وقال بورغان: "لكننا لا نعرف الدوافع في هذه المرحلة".
والمشتبه بهما اللذان قتلا كانا مدججين بالسلاح ويرتديان لباسا شبه عسكري.
وأكدت الشرطة أنه تم توقيف شخص ثالث، لكن دوره في الهجوم لم يتضح بعد.
ومع ضلوع عدة أشخاص، فإن إطلاق النار هذا يختلف عن عمليات أخرى في الولايات المتحدة ينفذها عادة مختلون عقليا يتصرفون بشكل منفرد.
"كما وكأنها مهمة"
وقال قائد الشرطة المحلية إن مطلقي النار "حضرا عملهما كما وكأنهما في مهمة".
وندد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بإطلاق النار واستنكر حصول مثل هذه المجازر في الولايات المتحدة، مؤكدا أنه "ليس لها مثيل في أماكن أخرى في العالم".
وحصيلة إطلاق النار هذه هي الأعلى منذ المذبحة التي ارتكبت في كانون الأول/ ديسمبر 2012، في مدرسة ساندي هوك في نيوتاون (كونيتيكت، شمال شرق البلاد) حيث قتل 26 شخصا بينهم 20 طفلا.
ووقع إطلاق النار ظهرا في "إنلاند ريجينال سنتر" المركز الاجتماعي الذي يعنى بالأشخاص المعوقين.
وتلقت أوليفيا نافارو (63 عاما) اتصالات من ابنتها التي تعمل في هذا المبنى الكبير الذي يتلقى فيه المعوقون وخصوصا الأطفال الرعاية الصحية.
وأغرق حمام الدم هذا سان برناردينو في الذهول والخوف، حيث تلقت المدارس تعليمات بإبقاء الطلاب في منازلهم، وطلب من السكان أيضا لزوم منازلهم، كما أنه انتشر مئات من عناصر قوات الأمن بدعم من الـ"إف بي آي".
وبثت محطات التلفزة الأمريكية مشاهد لمروحيات مع عناصر من قوات التدخل.
ويأتي إطلاق النار الجديد هذا بعد خمسة أيام على عملية مماثلة في مركز للتخطيط الأسري في كولورادو أثارت استياء الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ما حرك مجددا الجدل حول تنظيم حيازة الأسلحة النارية في الولايات المتحدة.
ولم تتأخر ردود الفعل من الطبقة السياسية الأمريكية.
وقالت المرشحة الديموقراطية للبيت الأبيض هيلاري كلينتون في تغريدة، إنها ترفض "اعتبار هذه الأمور عادية"، مضيفة أن "علينا أن نتحرك لوقف العنف بالأسلحة النارية فورا".
وعبر عدة مرشحين جمهوريين بينهم دونالد ترامب عن حزنهم أيضا، وقالوا إنهم "يصلون" للضحايا ولقوات الأمن.
وحتى 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، فقد شهدت الولايات المتحدة 351 عملية إطلاق نار جماعية في 2015، أي أكثر من واحدة في اليوم، بحسب موقع متخصص يحصي مثل هذا النوع من الحوادث.