تباينت آراء محللين سياسيين
فلسطينيين حول جدوى وأهداف ونتائج زيارة رئيس الوزراء الأسبق سلام فياض إلى قطاع
غزة الأربعاء، وهو الشخصية التي تميزت بعلاقات متوترة مع حركة "
حماس" التي حكمت قطاع غزة خلال فترة توليه رئاسة مجلس الوزراء الفلسطيني، ما بين عامي 2007 – 2013.
الزيارة شخصية
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أحمد يوسف، وهو صاحب دعوة فياض لزيارة غزة، أشار إلى أن الزيارة تأتي في إطار "تحريك المياه الراكدة" على الساحة السياسية الفلسطينية، كاشفا في تصريح سابق لـ"عربي21"، أنها "قدّمت مبادرة، وخلقت جوا من الحوار في الأفكار التي طرحت.. وهي بحاجة لمن يدرسها".
اقرأ أيضا: قيادي حمساوي لـ"عربي21": فياض قدم مبادرة تنتظر من يدرسها
الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، ارتأى بضرورة عدم تحميل زيارة سلام فياض أكثر مما هو مقدر لها، معتبرا أن "الزيارة شخصية وتمثل الحزب الذي ينتمي إليه فقط"، وقبيل الانتخابات الفلسطينية الأخيرة عام 2006 أسس فياض حزب "الطريق الثالث"، الذي تمكن من خلاله الدخول للبرلمان الفلسطيني بحصوله على مقعدين.
وأشار أبو شمالة في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن فياض يحاول من خلال تلك الزيارة أن "ينفذ إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ثانيا، وذلك من خلال طرح جملة من الأفكار والرؤى التي تبدو كحلول للانقسام وأزمات القطاع والقضية الفلسطينية عموما".
التلميع السياسي
ونبه إلى أن ما طُرح من قبل فياض "ليس ملزما لحركتي
فتح ولا حماس اللتين قاطعتا الزيارة على المستوى الرسمي والسياسي، ولم تجر أي ترتيبات للترحيب بشخص رئيس الوزراء الأسبق".
ويرى الكاتب أن الزيارة تأتي في إطار "التلميع السياسي لشخصية فياض للحصول على هالة تلبي طموحه السياسي مستقبلا وتدعم توجهه"، لافتا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك، إذ فعل ذات الشيء قبيل انطلاق الانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006.
وعلى صعيد النتائج، نفى أبو شمالة وجود أي جدوى للزيارة، مؤكدا أن فياض "لن يتمكن من تقديم حلول عملية، سواء على مستوى إنهاء الانقسام أو تطبيق
المصالحة الوطنية، أو حتى إنهاء أزمات القطاع التي كان سببا فيها"، بحسب قوله.
وقال إن فياض "لا يملك عصى سحرية، وتأثيره محدود على مستوى الجماهير، وعلى مستوى القيادات السياسية في فتح كونه غير مرحب به". وأضاف قائلا: "فياض لا يملك ودا مع حماس ولا مع فتح".
وحول عدم منع حماس هذه الزيارة، رأى أبو شمالة أن "حماس لم تكن لتمنع رئيس وزراء سابقا ونائبا في المجلس التشريعي، ولم ترغب بارتكاب عمل مشين يُحسب عليها".
الزيارة مهمة
من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية ناجي شراب، أن زيارة رئيس الوزراء الأسبق سلام فياض "المهمة التي لم تحمل صفة رسمية" إلى قطاع غزة، "لا بد أن يُنظر لها في سياقها الوطني؛ خاصة أن فيّاض مواطن فلسطيني له وزنه السياسي، ومطلع على الحالة السياسية الفلسطينية، وهو شخصية لها بعدها الإقليمي والدولي ولا أحد ينكر ذلك"، منوها إلى أهمية "استشارة" صانعي القرار الفلسطيني مثل هذه الشخصيات.
وأضاف لـ"عربي21": "من الطبيعي أن تحمل تلك الزيارة بعض الأفكار والتصورات الخاصة للخروج من المأزق الفلسطيني الحالي"، موضحا أن أهمية تلك الزيارة "ينبع من الأبعاد الثلاثة سابقة الذكر، وكيف يمكن لها أن تساهم في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة"، وفق قوله.
وأشار إلى أن الجهة التي دعت فياض "لم تكن جهة رسمية (بيت الحكمة)، ولكنها تنتمي إلى حركة حماس؛ التي بدورها يمكن أن تنقل ما طرحه فياض من أفكار عامة إلى أصحاب القرار لدى حركة حماس، بحيث يتم تداولها ونقاشها في المستقبل"، بحسب رأيه.
ويواجه فياض، الذي يرأس مؤسسة "فلسطين الغد"، خلافات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس؛ أدت إلى إغلاق مؤسسته "مؤقتا"، والتحقيق معه بحجة "الاستخدام السياسي لأموال المؤسسة، وتبييض أموال لصالح محمد دحلان"، القيادي المفصول من حركة فتح، حيث تربط الرجلين علاقات مشتركة.