لم تترك إدارة مصلحة السجون
الإسرائيلية سبيلا لانتهاك حياة الأسرى المرضى إلا وسلكته؛ في إطار مضاعفة معاناتهم وقتل معنوياتهم.
ويمثل الأسير المريض موسى صوفان نموذجا لاستخفاف إدارة مصلحة السجون في حياة الأسير، إذ لم تراعي إصابته بأورام سرطانية في الرقبة، وتعذبه بالعزل الانفرادي في سجن عسقلان منذ ثلاث سنوات، كما لم ترأف بوالده المريض وتمعن إجراء منع الأسير من زيارة أهله، بحسب تقرير هيئة شؤون الأسرى.
ومنذ عامين ينتظر الأسير المريض صوفان، على حافة المماطلة الإسرائيلية لإجراء عملية استئصال ورم سرطاني في الجهة اليمنى من الرقبة، ولم تشفع له آلامه أمام عنجهية الاحتلال وتدفعه لإجراء العملية المقررة منذ الثامن عشر من حزيران/ يونيو 2013، كما لم تشفع له بتقديم العلاج اللازم، ما كان منه إلا أن قرر خوض تجربة الإضراب عن الطعام عله يظفر ببعض حقوقه المسلوبة.
ونقل محامي هيئة شئون الأسرى والمحررين كريم عجوة عن الأسير في التقرير الذي وصل "
عربي21" نسخة عنه، قوله: "بعد عامين من معاناة الانتظار خضت الإضراب في 18 يوليو 2015، وطالبت بإخراجي من العزل والسماح لي بالزيارة وتقديم العلاج الطبي اللازم".
ويتابع شهادته أنه وعلى مدار شهر تقريبا من الإضراب لم يحظ بتلبية مطالبة إلا في 11آب/ أغسطس الماضي، إذ وعدته إدارة السجن بتنفيذ مطالبه والالتزام بتقديم العلاج له والسماح له بزيارة الأهل وخاصة والده المريض.
ويؤكد الأسير صوفان لمحامي الهيئة، أنه بعد إنهاء الإضراب نقل إلى مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي وحصل على قرار من الطبيب المختص بضرورة إجراء العملية له تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وهنا تسلل بعض الأمل بالحياة الخالية من الألم إلى قبل الأسير وبدأ ينتظر إجراء العملية غير أن انتظاره لم يدم إذ فوجئ برفض الأطباء إجرائها لأسباب تتعلق وفق ما أوضحوا بمضاعفات صحية قد تؤدي إلى الشلل بالجهة اليمنى من الوجه.
وإلى الآن ما زال الأسير صوفان ينتظر أن تسمح سلطات الاحتلال بزيارة عائلته له، وهو المحكوم عليه بالسجن المؤبد إضافة إلى 12عاما، لكن إدارة مصلحة السجون صعدت من جملة انتهاكاتها الإنسانية وأبلغته مطلع كانون أول/ ديسمبر الحالي بتمديد منع زيارة الأهل لثلاثة أشهر إضافية تجدد كلما تنتهي.
وناشد الأسير كافة الجهات الإنسانية والحقوقية، بالتحرك الفوري لإنقاذ حياته وتمكينه من رؤية عائلته والده المريض قبل أن يفقد حياته.