"سي أن أن": حقائق لا يعرفها ترامب عن مسلمي أمريكا

نشر موقع تلفزيون "سي أن أن" تقريرا للصحافية هولي يان، اعتمدت فيه على حقائق وأرقام مصدرها العديد من الدراسات والتحقيقات، التي تشير إليها في التقرير الأصلي، كونها روابط إنترنت، وتتوصل فيه إلى أن الصورة النمطية عن المسلمين في الولايات المتحدة هي عكس الحقيقة.

وتقول في التقرير إن دعوة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، إلى منع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة أثارت ضجة كبيرة بين الليبراليين والمحافظين ومن بينهما.

وتعلق يان على التأييد الذي حصل عليه ترامب من الجمهور في التجمع، الذي أعلن فيه عن مقترحه في ساوث كارولاينا، بأن له دلالات كبيرة، وتشير إلى ما قاله تشارلي مارزكا وعمره 75 عاما لتلفزيون "سي أن أن"، حيث قال: "أعتقد بأن علينا بالتأكيد منع المسلمين من الدخول، جميعهم، والسبب بسيط: لا نستطيع تحديد توجهاتهم". 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه في الواقع، فإن الحقيقة المتعلقة بالمسلمين في أمريكا مدهشة، ولكن ليس بالصورة التي يفكر بها ترامب ومؤيدوه.

ويبين الموقع أنه من خلال نظرة إلى الاستطلاعات والدراسات التي تمت خلال السنوات القليلة الماضية، فإنه يظهر أن المسلمين كانوا مهمين جدا في مساعدة المؤسسات الأمنية، لاكتشاف المشتبه بأن لهم علاقة بالإرهاب في أمريكا. وكثير منهم خدم في الجيش لحماية البلاد ضد الإرهابيين، وهم لا يختلفون في نواح كثيرة عن الأمريكيين الآخرين. 

وتورد الكاتبة حقيقة مسلمي أمريكا، وكيف يمكن تحطيم الصورة النمطية عنهم، بالآتي:

- يشكل المسلمون نسبة ضئيلة من عدد السكان الأمريكيين:

من الصعب الحصول على أرقام أكيدة؛ لأن إحصاء السكان الأمريكي لا يجمع معلومات دينية. ولكن الخوف بأن يستولوا على البلاد ويفرضوا الشريعة الإسلامية ليس له أساس. وبحسب بعض التقديرات، فإن المسلمين يشكلون أقل من 1% من البالغين في أمريكا. ومع حلول عام 2050 سينمو عدد المسلمين ليبلغ 2.1% من البالغين في أمريكا، 63% منهم مهاجرون، وهم من يريد ترامب منعهم من الدخول. 

- المسلمون أفضل تعليما من معظم الأمريكيين:  

يأتي ترتيب المسلمين من حيث التحصيل العلمي في المرتبة الثانية بين المجموعات الدينية في البلاد، حيث يأتي اليهود في الدرجة الأولى. كما أن نسبة كبيرة من المسلمين يحملون شهادات جامعية، إذا ما قورنوا بسكان أمريكا بشكل عام.


- المسلمون لديهم مساواة أكثر بين الجنسين:

فبينما تحتل المرأة في بعض بلدان العالم الإسلامي مكانة من الدرجة الثانية، فإن هذا ليس صحيحا في أمريكا، حيث يتفق 90% منهم على أن من حق المرأة الخروج والعمل خارج البيت. وتحمل النساء المسلمات الأمريكيات شهادات جامعية وشهادات عليا أكثر من الرجال المسلمين. وهن الأكثر احتمالا لأن يعملن في حقول مهنية أكثر من النساء من معظم المجموعات الدينية. 

- تواجد المسلمون في أمريكا منذ ولادة الدولة:

يقدر العلماء بأن حوالي ربع إلى ثلث الأفارقة الذين جلبوا لأمريكا على أنهم عبيد كانوا مسلمين، وأكره معظمهم على التحول إلى الديانة المسيحية.

- المسلمون ليسوا متجمعين في المدن الكبيرة: يعيش المسلمون الأمريكيون في المدن الكبيرة والصغيرة وفي أنحاء الولايات المتحدة، وأول مسجد أقيم في أمريكا كان في قرية صغيرة (روس، نورث داكوتا) عام 1929.


- هم متدينون مثل المسيحيين:

هناك شيء صحيح في التصور العام للمسلمين، وهو أن معظمهم متدينون، وحوالي نصفهم يحضرون صلاة الجمعة الأسبوعية. ولكن هذا يجعلهم مثل المسيحيين، فحوالي 70% من المسيحيين يقولون إن الدين مهم في حياتهم، وحوالي 45% يحضرون الصلوات الأسبوعية في الكنيسة. 

- ولكنهم ليسوا دوغمائيين كما يصورون:

ضخم موضوع المسلمين المتعصبين وتفسيرهم المتشدد للقرآن، ولكن معظم المسلمين الأمريكيين ليسوا كذلك. فقد وجدت دراسة أجراها مركز دراسات "بيو" حول الدين والحياة العامة، أن 57% من الأمريكيين المسلمين قالوا إن هناك أكثر من تفسير لتعاليم الإسلام. وهناك عدد مشابه قالوا إن ديانات مختلفة تؤدي إلى الحياة الأبدية.

- تورط المسلمين بالإرهاب:

منذ 11 أيلول/ سبتمبر 2001، وحتى نهاية عام 2014، خطط 109 مسلمين أمريكيين ضد أهداف في الولايات المتحدة. وتسببت حوادث إرهاب المسلمين الأمريكيين بمقتل 50 في تلك الفترة. وبمقارنة ذلك بعدد الضحايا من حوادث القتل الجماعية العام الماضي فقط وهي 136، أي أكثر بمرتين من عدد الضحايا كلهم على مدى 13 سنة من إرهاب المسلمين الأمريكيين.

- وقف المسلمون ضد الإرهاب أيضا:

بعد كل هجوم إرهابي في أمريكا أو خارجها تتعالى الأصوات باللازمة: "أين هو شجب المسلمين؟".. لقد تحدث المسلمون الأمريكيون ضد الإرهاب، بل وأكثر من ذلك، فتوصلت دراسة أجريت في جامعة ديوك إلى أنه تم تنبيه السلطات الأمنية إلى مشتبه بهم ومرتكبي أعمال إرهابية من المجتمع المسلم أكثر مما تم اكتشافه من التحقيقات الحكومية، كما أن استطلاعا لمركز "بيو" وجد أن حوالي نصف المسلمين الأمريكيين يقولون إن زعاماتهم الدينية لا تتحدث بما فيه الكفاية ضد التطرف الإسلامي.