ذكرت صحيفة هافنجتون بوست الناطقة بالفرنسية؛ والدة جندي مسلم قتل في
فرنسا قبل ثلاث سنوات، تعرضت للمضايقة أثناء لقاء عقد في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية، على هامش حوار حول العلمانية.
وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن لطيفة بن زياتن، وهي والدة الجندي المغربي الأصل عماد بن زياتن، الذي قتل على يد محمد مراح في مدينة تولوز في سنة 2012، تعرضت للسخرية والمضايقة في مبنى الجمعية الوطنية الفرنسية، خلال لقاء حول العلمانية في فرنسا، حضره عدد من الصحفيين الثلاثاء.
وقد كشف بعض الصحفيين الحاضرين أن سبب المضايقة التي تعرضت لها؛ تمثل في ارتدائها للحجاب، وهو ما لم يرق لجانب من الحاضرين الذين غادر بعضهم القاعة. وأكد الصحفيون أيضا أن نواب الشعب الفرنسي الحاضرين لم يشاركوا في هذه السخرية.
وأضافت الصحيفة أن أحد المشاركين في هذه الندوة كشف الموضوع في البداية على أحد مواقع الإنترنت، ثم أكدته صحفية أخرى كانت حاضرة، وبحسب هذه الصحفية، فإن "بعض الناس غادروا القاعة في بداية مداخلة السيدة لطيفة بن زياتن، التي صعدت إلى المنصة وهو ترتدي
الحجاب. ولم يتم حتى الآن تحديد عدد الأشخاص الذين قاموا بالتصفير والسخرية أو عدد الذين غادروا القاعة".
وأضاف التقرير أن بعض الحاضرين أيضا ذكروا أن لطيفة بن زياتن، أمام هذا الموقف المحرج الذي تعرضت له، وجدت نفسها مجبرة على القول بأن "الحجاب الذي ترتديه هو جزء من حزنها على فقدانها لابنها، الذي مات بسبب
الإرهاب".
كما ذكرت الصحيفة أن هذه الحادثة أثارت ردود فعل كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد أغلب المتدخلين بالعمل الكبير الذي تقوم به هذه السيدة، من أجل الدعوة للسلم وتوعية الشباب وفتح باب الحوار بين الأديان، وهو ما مكنها في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، من الحصول على جائزة مؤسسة "جاك شيراك"، كتقدير لجهودها في نشر قيم التعايش والتسامح بين مختلف الطوائف في فرنسا.
كما ذكرت الصحيفة أن النائب عن الحزب الاشتراكي في مقاطعة "البيريني"، جون غلافاني، حاول في الليلة ذاتها التقليل من خطورة هذه الحادثة عبر نشر رسالة على فيسبوك، أكد فيها أن "هؤلاء العنصريين لا يتجاوز عددهم الاثنين، وأنهم تم إجبارهم على المغادرة بعد التصرف الذي أقدموا عليه".
وقال جون غالفاني في نص رسالته: "إن النواب الاشتراكيين في الجمعية الوطنية الفرنسية تشرفوا باستقبال السيدة لطيفة بن زياتن، على هامش اللقاء السادس في سلسلة حوارات حول العلمانية، وأن هذه السيدة التي قتل ابنها الجندي على يد محمد مراح في تولوز في سنة 2012، رغم حزنها الشديد، تدافع منذ ذلك الوقت عن قيم الجمهورية الفرنسية".
كما أكد غلافاني أن "هذه الضيفة كانت ترتدي الحجاب، وهو أمر مكفول لها بحسب قوانين الجمهورية الفرنسية. وأن الشخصين اللذين أقدما على مضايقتها عبر التصفير والصياح وإصدار أصوات غريبة، لم يكونا من النواب ولم يكونا أصلا مدعوين لهذا الحوار، وأن بقية الحاضرين اعتبروا تصرفهما هذا غير مقبول، تجاه هذه المرأة التي تشعر بالحزن على فقدان ابنها".
وأكد جون غلافاني أنه طالب هذين الشخصين بمغادرة القاعة بشكل فوري؛ لأنه "لا يمكن لأي سياسي اشتراكي فخور أن يقبل بما اقترفاه من تصفير وسخرية من سيدة محترمة، مثل السيدة لطيفة بن زياتن".