ما هو شكل أمريكا بدون المسلمين؟ هذا ما تساءلت عنه شبكة "سي أن أن" الأمريكية عقب دعوة المرشح الجمهوري الرئاسي دونالد
ترامب لمنع دخول المسلمين، مشيرة إلى أن وجه أمريكا الحالي لم يكن ليأخذ شكله لولا مساهمة المسلمين المهاجرين، خصوصا الذين دخلوا قبل عشرات الأعوام.
وتساءلت "سي أن أن": "كيف ستبدو أمريكا دون المسلمين؟ وما هي البصمات التي تركوها على الحضارة الأمريكية والإنجازات التي تعرفها الولايات المتحدة سياسيا وثقافيا واقتصاديا؟ والأهم: ماذا لو أن هذا الحظر مطبق منذ عقود، ماذا ستكون النتيجة؟".
وأجابت "سي أن أن" بذكر بعض المعالم الهامة التي تميز أمريكا وهويتها:
فقدان أشهر معالم شيكاغو
هل يمكنكم تخيّل مدينة شيكاغو دون أبرز معالمها المعمارية المتمثلة في ناطحات السحاب مثل "برج ويليز" أو "مركز جون هانكوك"؟ هذا ما سيكون الحال عليه لو أن أمريكا منعت دخول المعماري المسلم الراحل، فضل الرحمن خان، مصمم تلك الأبراج الرائدة في التاريخ المعماري، إذ إن "برج ويليز" مثلا ظل يحمل لقب أعلى مبنى في العالم حتى عام 1996.
وفضل الرحمن من مواليد بنغلادش عام 1929، وكان مسلما متدينا، وسبق له أن شارك في تصميم مبنى ركاب الحج بمطار جدة السعودي، بهدف تسهيل وصول عشرات آلاف الحجاج إلى مكة.
خزانة مدينة هيوستن دون جوائز رياضية
مدينة هيوستن تفتخر بإنجازات فرقها الرياضية، وخاصة في لعبة كرة السلة، عبر فريق "هيوستن روكتس"، ولكن هل كان بمقدور ذلك الفريق انتزاع بطولة أمريكا بكرة السلة لموسم 1994 و1995 دون نجمه الأبرز النيجيري الأصل، حكيم أولاجوان؟
اقرأ أيضا: 8 مشاهير بأمريكا من أصول سورية أشهرهم "جوبز" (أسماء)
كان حكيم نجما ملتزما دينيا ويحرص على الصيام برمضان حتى أثناء المباريات الحاسمة.
تبدل وجه الموسيقى الأمريكية
هل يمكن تخيل الموسيقى الأمريكية اليوم دون نجوم مثل راي تشارلز أو أريثا فرانكلين؟ هذا ما كان سيحصل لو كان الحظر مفروضا على دخول المسلمين لأمريكا، إذ إن النجمين من اكتشاف مدير شركة "أسطوانات أتلانتيك" وهو المهاجر التركي الأصل أحمد أرتيغان، الذي وقعّ معهما عقودا نقلتهما للعالمية، كما أنه كانت له عقود مع فرق عالمية مثل "رولينغ ستونز" و"ليد زيبلن" و"كروسبي" و"ناش أند يونغ".
أمريكا لم تكن لتضحك كما تفعل اليوم
أحد أشهر وأهم الكوميديين اليوم في أمريكا هو عزيز أنصاري، الذي هاجرت أسرته من الهند، ومواهبه تتعدى الفكاهة لتصل إلى الثقافة العامة كما يظهر من خلال نقاشاته عبر حسابه بموقع "تويتر"، وهو رغم تعريفه لنفسه بأنه شخص "ملحد" غير أنه من أبرز الرافضين للإسلاموفوبيا، وسبق له أن هاجم بشدة تصريحات رجل الأعمال روبرت مردوخ المنتقدة للمسلمين.
وبالإضافة لذلك، فإن هناك عددا من الشخصيات الأمريكية المعروفة حاليا، أتت من عائلات مهاجرين ومن أصول سورية، ومن بينهم فنانون ورجال دين ومؤسسو شركات كبيرة، أبرزهم ستيف جوبز، مؤسس شركة "آبل" التقنية الأمريكية.
يأتي ذلك في وقت دعا فيه دونالد ترامب، وهو أبرز المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 الاثنين، في بيان، إلى وقف دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، مستندا بذلك إلى استطلاع للرأي في صفوف المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، زعم ترامب من خلاله أن عددا كبيرا من المسلمين يكن "الحقد" للأمريكيين.