كشفت منظمة "
هيومن رايتس ووتش" الحقوقية العالمية، الخميس، أن "الأردن يمنع آلاف طالبي اللجوء السوريين، ممن هم في ظروف يرثى لها، من دخول أراضيه عبر الحدود الشمالية الشرقية"، بحسب صور للأقمار الصناعية التقطتها في 5 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، والتي أظهرت آلاف العالقين داخل الحدود.
ونقلت "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير لها، عن عمال إغاثة دوليين أن هناك "12 ألف شخص في المنطقة، أغلبهم نساء وأطفال، بحاجة ماسة للغذاء والماء والمساعدات الطبية"، كما نقلت عن مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين (UNHCR) أن من بين العالقين مرضى وجرحى، معتبرة أن "الأردن يعرض حياة الناس إلى الخطر"، بحسب تعبيرها.
ودعت المنظمة الحقوقية الأردن لحل مشكلة هؤلاء العالقين في المناطق الحدودية النائية طوال أشهر، وفحصهم في مراكز العبور الموجودة لديه.
بدوره، قال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش" إن الأردن يمنع 12 ألف شخص من الدخول. هؤلاء فروا من الحرب وهم الآن عالقون في مناطق صحراوية نائية دون مساعدات كافية. على السلطات السماح لهم بالوصول إلى مراكز العبور بسرعة، والتأكد من حصولهم على المساعدات اللازمة".
وكانت "هيومن رايتس ووتش" وثقت في حزيران/ يونيو، إغلاق الأردن لحدوده مع المناطق السورية الأكثر اكتظاظا بالسكان غربا منتصف عام 2013، ما أجبر السوريين على السفر مئات الكيلومترات إلى الجزء الشمالي الشرقي الأبعد للأردن، إذ سُمح للبعض، حينها، بعبور الحدود في رقبان والحدالات شمال بلدة الرويشد الأردنية.
وفي تموز/ يوليو 2014، فرض الأردن مرة أخرى قيودا على الدخول من هذين المعبرين الحدوديين، وبات آلاف السوريين ينتظرون مدة شهرين إلى ثلاثة للوصول إلى مواقع عبور طلب اللجوء في الأردن، حيث يعيشون في خيام شمال الحاجز الترابي، أو "الحزام"، والذي يحدد المنطقة منزوعة السلاح في الأردن والواقعة على بعد بضع مئات من الأمتار جنوب الحدود السورية-الأردنية.
وقال عمال إغاثة في الحزام إنه "منذ ذلك الحين، ظل السوريون مرة أخرى عالقين لأشهر حيث يسمح حرس الحدود لبضع العشرات فقط بالدخول إلى مواقع العبور يوميا، ولا يوجد نظام لتحديد الفئات الأكثر ضعفا"، مضيفين أن عدد الواصلين إلى منطقة الحاجز الترابي ازداد بشكل كبير منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وفي نهايته، منعت السلطات الدخول بشكل كامل، قبل أن تسمح في 7 كانون الأول/ ديسمبر الجاري لمجموعات صغيرة بالانتقال إلى مواقع العبور".
وأظهرت صور الأقمار الصناعية الملتقطة للجانب الشمالي من الحاجز الترابي في رقبان صباح يوم 5 كانون الأول/ ديسمبر وجود أكثر من 1450 خيمة، وهو ما يشير إلى احتمال وجود آلاف السوريين، في حين أظهرت صور مماثلة كانت قد التقطت في نيسان/ أبريل 175 خيمة فقط.
ظروف سيئة
وقال عمال وكالات الإغاثة، لـ "هيومن رايتس ووتش"، إن ارتفاع عدد العالقين عند الحاجز الترابي جعل وضع النظافة والصرف الصحي أسوأ، إذ يعاني الأطفال هناك من الإسهال والقيء وسوء التغذية الحاد، كما أن انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء سيؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة إضافية وربما إلى حالات وفاة، خصوصا بين الأطفال وكبار السن.
وأضاف العمال أنه "لا يوجد ما يكفي من المساعدات والموارد الأخرى لمساعدة الأعداد المتزايدة لمن هم على الحدود، وإن لم يسمح لهم الأردن بالانتقال إلى مواقع العبور، سيصل عدد العالقين في المنطقة الحدودية بحلول نهاية العام إلى 20 ألف شخص".
ضغط إغاثي
وأشارت المنظمة إلى أنه بحلول 2 كانون الأول/ ديسمبر، وصل عدد السوريين المسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة للاجئين في الأردن إلى 632 ألف شخص، داعية، بشكل متكرر، الدول الأخرى لزيادة مساعداتها للأردن وإعادة توطين أعداد أكبر من اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن.
وقال نديم حوري: "تعاني مدارس ومستشفيات ومدن الأردن من ضغط هائل بسبب ارتفاع أعداد السوريين في البلاد. على الجهات المانحة الدولية بذل قصارى جهدها للتأكد من حماية الأردن للسوريين على الحدود، وعدم صدّهم".