نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول التقرير الذي أعده الأدميرال آرفي بليدجين، إثر عملية "صوفيا" التي تهدف للقضاء على
الهجرة غير الشرعية في
البحر المتوسط، الذي كشف أن المهربين يجنون أرباحا طائلة، قد تفوق 380 ألف يورو في الرحلة الواحدة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الهجرة غير الشرعية في البحر الأبيض المتوسط تمثل مصدر ثروة بالنسبة للمهربين، وهو ما تؤكده الأرقام التي كشفها تقرير الأدميرال آرفي بليدجين خلال عملية "صوفيا 2".
وأضافت أن هذه العملية، التي انطلقت في حزيران/ يونيو 2015، تشارك فيها 22 دولة، بمتابعة من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمن الأوروبي، وتهدف للقضاء على مهربي البشر نحو
أوروبا.
وأفاد التقرير الذي أعده آرفي بلدجين بأن تكلفة المهاجر الواحد للوصول لأوروبا برا، وهي الطريقة الأكثر كلفة ولكن الأكثر سلامة، تقدّر بألفي يورو للشخص الواحد، بينما يعد الركوب بحرا الأقل كلفة والأكثر خطورة.
وقالت الصحيفة إن الرحلة على متن زورق مطاطي تكلف ما بين 500 و1000 يورو، بينما تكلف ما بين 1100 و1300 يورو على متن قارب خشبي، وقد تتجاوز الثلاثة آلاف يورو إذا كانت الهجرة السرية على متن قارب صيد.
وبحسب هذه المبالغ، فإن مداخيل المهربين تكون خيالية، ذلك أن الزورق المطاطي يُشترى بـ800 يورو، وقد يستوعب أكثر من 100 مهاجر، وبالتالي فإن الربح قد يصل 67 ألف يورو للزورق الواحد.
أما بالنسبة للقوارب الخشبية، التي لا تتجاوز تكلفة الواحد منها 100 ألف يورو، وبطاقة استيعاب تصل إلى 400 مهاجر، فإن ربح هؤلاء المهربين يتجاوز 380 ألف يورو تقريبا.
واعتبرت الصحيفة أن
تهريب البشر لأوروبا أصبح صناعة في ليبيا، ذلك أنها تمثّل ما بين 30 إلى 35 في المئة من عائدات الدولة الليبية، وهذا واضح من خلال الأرقام، فما بين حزيران/ يونيو وآب/أغسطس الماضيين، كان قرابة 760 مهاجرا يصلون لسواحل إيطاليا يوميا.
ولكن هذا الرقم قد انخفض في أيلول/ سبتمبر، ليصبح 530 مهاجر يوميا، و290 مهاجرا في تشرين الأول/ أكتوبر، ثم انخفض ليصل إلى 100 مهاجر غير شرعي يوميا لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقد علّق طبيب في منظمة أطباء بلا حدود على حسابه في تويتر، حول الألفي مهاجر الذين وصلوا لأوروبا في يوم واحد قادمين من ليبيا، بعد أن تم تحميلهم في ثلاثة قوارب وثمانية زوارق مطاطية، بالقول إن "الناس مضطرون للهروب حتى في فصل الشتاء".
وفي اليوم ذاته، كانت منظمة أطباء بلا حدود قد بدأت عمليات إغاثة في بحر إيجة بين تركيا واليونان، بالتعاون مع منظمة السلام الأخضر.
وأفاد التقرير بأن حوالي 894 ألف مهاجر غير شرعي وصلوا إلى أوروبا عبر البحر الأبيض، كما أن 3515 آخرين في عداد المفقودين ويرجح أنهم فارقوا الحياة، كان أغلبهم قادمين من ليبيا، غير أن عملية صوفيا أنقذت 5700 مهاجر، وأوقفت نحو أربعين مهربا.