دراسات عدة أثبتت أن
التدخين يمكن أن يزيد خطر إصابة المدخنين بسرطان الرئة والسكتة الدماغية وأمراض القلب، لكن أضراره لا تتوقف عندهم، بل تطال من حولهم، حيث حذّرت دراسة أمريكية حديثة، السيدات من التدخين السلبي الذي يزيد خطر إصابتهن بالعقم وانقطاع الطمث مبكرًا.
وأوضح الباحثون من معهد روزويل بارك الأمريكي للسرطان، في دراستهم التي نشروا تفاصيلها اليوم الأربعاء، في دورية "مكافحة التبغ"، أن دراسات سابقة ربطت بين تعاطي التبغ وإصابة
النساء بالعقم وانقطاع الطمث، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان التدخين السلبي يجلب المخاطر نفسها.
وللتأكد من ذلك، فقد تابع الباحثون 93 ألف و676 من السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 50 و79 عاما، في الفترة مابين 1993 و1998.
ورصدت الدراسة، عدد السنوات التي كانت تدخن بها المشاركات، وعدد السجائر اليومية. أما بالنسبة لغير المدخنات، فقد تم سؤالهن عما إذا كن تعرضن لدخان التبغ السلبي في العمل أو المنزل، خلال مرحلة الطفولة والبلوغ.
ووجد الباحثون أن التدخين يرتبط بزيادة خطر إصابة المدخنات بالعقم بنسبة 18%، كما أنه يسبب انقطاع الطمث المبكر لديهن بنسبة 45%، بحيث ينقطع الطمث عند سن 50 عامًا بدلا من 51.
ووجد الباحثون أن السيدات اللاتي لم يدخنّ قط، وتعرضن للتدخين السلبي زادت لديهن نسب الإصابة بالعقم بنسبة 14%، وكن أكثر عرضة لانقطاع الطمث المبكر بنسبة 26%.
وأثبتت النتائج أيضا أن السيدات اللاتي كن يدخن ما لا يقل عن 25 سيجارة يوميًا، انقطع لديهن الطمث مبكرًا بنحو 18 شهرًا، عن زميلاتهن اللاتي لم يدخن قط.
وأشار الباحثون إلى أن انقطاع الطمث المبكر يرتبط على الأرجح بزيادة أعداد ومخاطر الإصابة بأمراض ما بعد انقطاع الطمث، ومنها هشاشة العظام وأمراض القلب والسكري والبدانة وألزهايمر وغيرها.
وقال الدكتور أندرو هيلاند، قائد فريق البحث بمعهد "روزويل بارك" للسرطان: "إن دراستهم تقدم أدلة قوية على أن جميع السيدات بحاجة إلى الحماية من التدخين السلبي والإيجابي، للحفاظ على صحتهن".
وكانت دراسات سابقة أثبتت أن تدخين النساء أثناء
الحمل، يجعلهن أكثر عرضة لولادة أطفال يعانون من مشاكل صحية، أبرزها انخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، والعيوب الخلقية، ومتلازمة موت الرضع المفاجئ، وهي أسباب رئيسة تزيد معدلات وفيات الرضع، بالإضافة إلى انخفاض اللياقة البدنية على المدى الطويل.
وقالت منظمة
الصحة العالمية، في أحدث تقاريرها، إن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويا، بينهم أكثر من 5 ملايين هم متعاطون سابقون وحاليون للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي، لأنه يعد أحد الأسباب الرئيسة للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان وأمراض الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأوضح التقرير أنه ما لم يُتخذ إجراء في هذا الصدد، فإنه يمكن للتبغ أن يقتل عددا كبيرا يصل إلى 8 ملايين شخص سنويا، يعيش 80% منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بحلول عام 2030.