أعلن
الحوثيون، فجر الأحد، إطلاق صاروخين باليستيين جديدين، على كل من مقر للقوات الشرعية في مأرب، شرقي البلاد، والقوات
السعودية في منفذ الطوال، على الحدود
اليمنية، فيما قتل مدني وخمسة من المقاومة الشعبية بنيران الحوثيين في مدينة
تعز.
وفي الأثناء، قتل ثلاثة أشخاص، في مدينة نجران جنوب السعودية، في سقوط قذائف مصدرها الأراضي اليمنية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
ونقلت وكالة "واس" في وقت متأخر من ليل السبت، عن المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في نجران، المقدم علي بن عمير الشهراني، تأكيده "سقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية على مدينة نجران، نتج عنه مقتل مواطن ووفاة عاملين من الجنسية الهندية".
ومنذ بدء عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن، نهاية آذار/ مارس الماضي، تكرر سقوط القذائف وعمليات إطلاق النار عبر حدود البلدين، ما أودى بحياة العشرات في السعودية معظمهم عسكريون.
وذكر تلفزيون المسيرة، التابع للحوثيين، في خبر عاجل، أنهم أطلقوا صاروخين باليستيين من طراز "قاهر1"، أحدهما استهدف مقرا للقوات الموالية للرئيس "عبدربه منصور هادي"، في منطقة" صافر" بمحافظة مأرب شرقي البلاد، بينما استهدف الثاني تجمعا لقوات التحالف في منفذ الطوال الحدودي السعودي.
وزعم الحوثيون أن "الصاروخين أصابا هدفيهما بدقة، وأوقعا عشرات القتلى والجرحى، بالإضافة إلى احتراق طائرات أباتشي"، لكن سكان محليون قالوا إن المنظومة الدفاعية للتحالف قامت باعتراضهما في "صافر"، وسُمع دوي انفجارات عنيفة.
وتضاربت الأنباء حول مصدر إطلاق الصاروخين، فيما قال شهود عيان إنهما أُطلقا من بلدة "باجل"، التابعة لمحافظة الحديدة، غربي البلاد، رجح شهود آخرون أن منطقة الإطلاق هي " همدان" شمال غرب صنعاء، والدليل تعرض المنطقة، عقب ذلك، لغارات مكثفة من مقاتلات التحالف العربي.
وصعّد الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق "علي عبد الله صالح"، في الأيام الماضية، من استخدام
الصواريخ الباليستية لضرب خصومهم، رغم قرار وقف إطلاق النار تنفيذا لثالث هدنة إنسانية منذ اندلاع الحرب في مارس الماضي.
وأعلن التحالف الجمعة الماضي أن الحوثيين وحلفاءهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، أطلقوا صاروخين بالستيين باتجاه الأراضي السعودية، مشيرا إلى اعتراض أحدهما عبر الدفاعات السعودية، وسقوط الثاني في منطقة صحراوية شرق نجران، دون الإشارة إلى وقوع ضحايا.
ودفع هذا الحادث السلطات السعودية إلى تكرار تحذير الاقتراب من الحدود، مطلقة تحذيرا برسائل نصية قصيرة بأن المخالفين لهذه التوصيات يواجهون التوقيف ودفع غرامات.
وأدت المعارك الميدانية وغارات التحالف خلال الأيام الماضية، إلى انهيار وقف لإطلاق النار، كان قد أعلن عن دخوله حيز التنفيذ الثلاثاء، تزامنا مع بدء محادثات بين طرفي النزاع اليمني برعاية الأمم المتحدة في سويسرا.
مقتل مدني و5 من المقاومة الشعبية
في التفاصيل، قتل مدني وخمسة من المقاومة الشعبية الموالية للرئيس "عبدربه منصور هادي"، ليل السبت، بقصف شنه الحوثيون وقوات الرئيس السابق "علي عبد الله صالح" على أحياء سكنية ومواقع المقاومة، في مدينة تعز، وسط اليمن .
وقالت مصادر طبية وحقوقية إنه تم تسجيل 170 خرقا للحوثيين وقوات الرئيس السابق "صالح"، لقرار وقف إطلاق النار في تعز، منذ سريانه الأحد الماضي.
وتم استقاء هذه المعلومات من خلال اتصالات هاتفية أجراها مع المناوبين في طوارئ ثلاثة مستشفيات بالمدينة، هي (الثورة، الروضة، الصفوة)، التي استقبلت القتلى والجرحى، ومع مصادر حقوقية (شبكة راصدون) التي ترصد الانتهاكات في المدينة منذ بدء الحرب.
وأوضحت تلك المصادر أن الحوثيين قصفوا مواقع المقاومة والأحياء السكنية التي تقع تحت سيطرتها في عصيفرة و ثعبات والدحي، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة تسعة آخرين، فيما قتل خمسة من المقاومة وأصيب 11 آخرين .
ويتزامن التصعيد على الأرض في عدد من المحافظات اليمنية، مع تعثر مشاورات الأطراف السياسية في مدينة بيال السويسرية، التي تدخل، اليوم الأحد، ساعاتها الأخيرة دون تحقيق أي اختراق في جدار حل الأزمة.
وقبيل أيام من دخولها الشهر العاشر، تسببت الحرب في اليمن بمقتل ستة الآف مدني وإصابة نحو 28 ألف، فيما أجبرت المعارك 2.4 مليون شخص على النزوح داخليا من منازلهم، وفقا لإحصائيات أممية.