قالت صحيفة "
لوفيغارو" الفرنسية إن باريس حسمت أمرها وبدأت في الإعداد لتدخل عسكري جديد في
ليبيا من أجل القضاء على
تنظيم الدولة الذي اعتبرته "ورما" يجب التخلص منه.
وأضافت الصحيفة في موقعها، الثلاثاء، أن
فرنسا اقتنعت أخيرا بأنه "لا مفر من التدخل لضرب سرطان داعش وأورامه التي بدأت بالانتشار في ليبيا"، مشيرة إلى أن هذه القناعة أصبحت راسخة في أذهان المخططين العسكريين الفرنسيين، واضعة مدة التدخل في ظرف "لا يتجاوز ستة أشهر".
واعتمدت الصحيفة، في تقريرها، على عدة تسريبات ومؤشرات من جانب قيادة الأركان الفرنسية حول الإعداد لتدخل عسكري قريب في ليبيا، من بينها تزايد عدد الطلعات الجوية فوق سماء ليبيا، لمراقبة تنظيم الدولة الذي سيطر على العديد من المواقع الليبية، خاصة قرب المواقع النفطية والحدودية.
وأشارت "لوفيغارو" إلى أن التقارير الكثيرة الواردة من ليبيا تدعو الخبراء العسكريين الفرنسيين إلى ضرورة وضع خطط من أجل القيام بعملية عسكرية واسعة في ليبيا خصوصا بعد تمدد تنظيم الدولة على الحدود الجنوبية للقارة الأوروبية، وتزايد عدد الإرهابيين القادمين من دول المنطقة، إضافة إلى العراق وسوريا واليمن والسودان، إلى جانب الاضطرابات والتهديدات التي يشكلها طوارق جنوب ليبيا وشمال مالي والنيجر.
ولفتت الصحيفة إلى أن الدعم الفرنسي للمبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا، مارتن كوبلر، دافعه الحرص على إعداد سيناريو بديل يسبق التدخل يتمثل في الاتفاق على حكومة وحدة وطنية يناط بها مهمة القضاء على تنظيم الدولة، ويساندها في مهمتها التحالف الدولي الذي هو على أتم الاستعداد لمدها بالقوات والسلاح، وفي حال فشل هذا السيناريو، فإن ذلك لن يكون ذريعة لإثناء باريس عن "إنجاز المهمة"، وتشكيل تحالف عسكري تتولى قيادته للتدخل في ليبيا.
يذكر أن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لي دريان أعلن في وقت سابق أن تنظيم الدولة بدأ في التوسع وبسط سيطرته على العديد من المواقع الليبية، على غرار سوريا والعراق.
وأن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس صرح للصحفيين بأن الدول، التي يستهدفها تنظيم الدولة قد تضطر للإسراع بسحق التنظيم في ليبيا، مضيفا: "نحن نعيش مع التهديد الإرهابي. لدينا عدو مشترك هو داعش، وينبغي أن نهزمه وندمره في العراق وسوريا وربما غدا في ليبيا".