ذكرت مصادر ميدانية معارضة في
دمشق أن قوات النظام السوري ومليشيا الدفاع الوطني الموالية لها تعتمد طرقا وأساليب جديدة في تعقب
الشباب السوري لاعتقالهم وسوقهم للخدمة العسكرية، للزج بهم على جبهات القتال ضد تنظيم الدولة وفصائل الثورة السورية.
وتحدث الناشط الإعلامي أبو اليمان الدمشقي عن تنفيذ المخابرات الجوية والأمن العسكري في دمشق، بدعم من المليشيات، حملات مداهمة واعتقال سرية أثناء ساعات الليل، حيث تقوم دوريات مشتركة بمداهمة الوحدات السكنية وسط العاصمة دمشق، وتفتيشيها، بحثا عن الشباب والرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما.
وأكد الدمشقي في حديث لـ"
عربي21"؛ تعمد الدوريات مداهمة المنازل قبيل ساعات الفجر، للحصول على أكبر عدد ممكن من الشبان المطلوبين للخدمة، مشيرا إلى أن الأسلوب الجديد لا يفرق بين طالب جامعي وموظف أو صاحب أعمال حرة، وقال إن الاعتقال في أغلب الأحيان ينفذ حسب العمر، وليس المبررات الرسمية التي بحوزة المدنيين.
واستطرد الناشط قائلا: "أهم الأحياء السكنية المستهدفة هي في مناطق المزة، وكفرسوسة، وشارع بغداد، والتجارة، والمهاجرين، وركن الدين، إضافة إلى مناطق أخرى".
وأوضح الدمشقي أن الدوريات تستهدف أيضا شباب العائلات السورية النازحة من مدن وبلدات ريف دمشق، الأمر الذي جعل غالبية تلك العائلات تسير في طريق الهجرة خارج البلاد بغية إنقاذ أبنائها من
التجنيد الإجباري الذي تزداد وتيرته مع الأيام.
من جهتها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير حقوقي نشر الأسبوع الماضي، اعتقال 1217 مدنيا من قبل النظام السوري منذ مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وحتى منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، مشيرة إلى أن الاعتقالات تهدف إلى التجنيد الإجباري للشباب.
وأكدت الشبكة في تقريرها امتلاك نصف الشباب المعتقلين تعسفيا وثائق تأجيل رسمية للالتحاق بالخدمة العسكرية صادرة عن شعب تجنيد النظام ذاته، مشيرة إلى احتواء القائمة الكلية للمعتقلين قرابة 358 طالبا جامعيا.
وأوضحت الشبكة أن العاصمة دمشق تحتل المرتبة الأولى بأعمال الاعتقال للتجنيد الإجباري، مشيرة إلى اعتماد النظام السوري ثلاث طرق للاعتقال، وهي: مداهمة منازل المدنيين ليلا ضمن الوحدات السكنية، وإنشاء حواجز عسكرية وأمنية مؤقتة في الأسواق والجامعات والدوائر الحكومية، إضافة إلى اعتقال عشرات المدنيين من خلال مداهمة حافلات نقل الركاب العامة.
نشطاء دمشق كانوا قد أكدوا في أوقات سابقة عودة بعض الشباب المجندين إجباريا من قبل النظام السوري إلى ذويهم جثثا هامدة، بعد غياب لم يستغرق أكثر من 15 يوما، حيث يتم فرزهم مجندين على الجبهات المشتعلة في أرياف حلب وحمص عقب اعتقالهم مباشرة، دون إخضاعهم لتدريبات عسكرية كافية.