على مدى الأشهر الماضية، حول
الحوثيون مدينة
ذمار (جنوب صنعاء)، إلى معتقل كبير، يتم فيه احتجاز المئات من خصومهم السياسيين وناشطين مناوئين للجماعة من مناطق يمنية عدة، حتى أضحت المدينة أشبه بمعتقل "غوانتانامو" الأمريكي، سيئ الصيت.
وكشف مصدر مسؤول في مقاومة بمدينة ذمار، عن أن المدينة الواقعة على بعد 100 كم جنوب العاصمة صنعاء، تحولت إلى معتقل كبير للمئات من الناشطين السياسيين المناوئين لجماعة الحوثي، تم جلبهم من مدن يمنية مختلفة.
ونقل المصدر عن أحد
المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم من قبل الحوثيين، وهو من أبناء ذمار، القول: "كنت معتقلا في سجن عبارة عن "مخيم تابع لمكتب الواجبات" (هيئة حكومية) في منطقة معبر (30) كلم شمال مدينة ذمار، مع 40 شخصا محتجزا من أبناء محافظة تعز (جنوبا)، وعدد آخر من محافظات "البيضاء، وإب، والحديدة " (وسط وغربي البلاد).
وأكد المسؤول، الذي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه لـ
"عربي21"، أن الحوثيين يتعاملون بشكل وحشي مع المعتقلين في السجون المنتشرة في مدينة ذمار، ففي منطقة معبر وحدها يوجد "مركزان يُحتجز فيه العشرات من المناوئين للجماعة".
فيما تفيد المعلومات التي خص بها المصدر لـ
"عربي21" عن وجود أربعة معتقلات كبيرة في ذمار غير أٌقسام الشرطة التي يسيطر عليها الحوثيون. لكنه لم يستبعد وجود أكثر من الرقم المذكور لعدد المعتقلات التابعة لجماعة الحوثيين في ذمار، المعروفة بـ"كرسي الزيدية".
وأوضح المصدر
اليمني، أن "وجبات الطعام التي يقدمها الحوثيون للسجناء، لا تسمن ولا تغني من جوع ـ حسب وصفه ـ وهي عبارة عن "قليل من مشكل خضروات يطلق عليه باللهجة اليمنية "طبيخ بطاط" مع كدم ـ أشبه برغيف الخبر يتم توزيعها في معسكرات الجيش ـ".
وتابع: "المعتقلون بحالة سيئة جدا، ولا يخرجون إلى "دورة المياه" إلا مرة واحدة فقط في اليوم".
نفوذ واسع للحوثي
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، ياسين التميمي، إن تحول ذمار إلى معتقل أساسي يغيب فيه الحوثيون خصومهم سببه النفوذ الذي يتمتعون به في المدينة، والدعم الذي يلقونه من المخلوع صالح.
علاوة على ذلك، فإن "المدينة بعيدة عن ملاحظة المراقبين، وخصوصا ممثلي المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، على الرغم من أن الحوثيين لا يسمحون بنشاط كهذا حتى في صنعاء".
وأضاف في حديث خاص لـ
"عربي21" أن مدينة ذمار، تعتبر أحد المعاقل الرئيسية للحوثيين في اليمن، وكانت توصف بأنها أحد كراسي الزيدية، بالنظر إلى وجود المدرسة الشمسية وهي مدرسة دينية لم يعد لها تأثير اليوم، بل باتت كرسيا لـ"لاثني عشرية" الحوثية.
وأوضح السياسي التميمي، أن مدينة ذمار فيها الكثير من مناهضي الحوثيين وصالح، ولكن المعسكرات والمنشآت الحكومية تقع تحت سيطرة الحوثيين، الأمر الذي سهل لهم اتخاذها معتقلات لخصومهم.
وكان من أبرز ضحايا سجون الحوثي في ذمار، القيادي البارز في حزب الإصلاح اليمني، أمين الرجوي، والصحفيان عبد الله قابل ويوسف العيزري، الذين قتلوا في غارة جوية لطيران التحالف الذي تقوده السعودية، استهدفت موقعا عسكريا للحوثيين كانوا محتجزين فيه في جبل هران، التابعة للمدينة، في آيار/ مايو الماضي.
وعثر الخميس، على الناشط السياسي بالحزب الاشتراكي، محمود الغابري، مغمى عليه في قارعة الطريق، وحالته الصحية متدهورة في مدينة معبر، بعد ثلاثة أيام من اختطافه من قبل الحوثيين من أمام مكتبة البردوني بمدينة ذمار.