توقف رئيس الوزراء
الهندي ناريندرا
مودي في
باكستان، الجمعة، في زيارة لم يخطط لها مسبقا للقاء نظيره
نواز شريف في أول زيارة من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات.
جاءت الزيارة بطلب من مودي قبل ساعات من عودته إلى بلاده قادما من أفغانستان. وزادت الزيارة الآمال في أن تحقق المفاوضات المتقطعة بين الجارتين النوويتين تقدما بعد ثلاثة حروب وعداء مستمر منذ ما يزيد على 65 عاما.
وعانق شريف مودي بعد أن هبطت طائرته في المطار بمدينة لاهور بشرق البلاد، وغادر الزعيمان على متن طائرة هليكوبتر إلى ضيعة عائلة شريف القريبة.
وذكر مسؤول بوزارة الخارجية الباكستانية حضر الاجتماع، أن شريف قال لمودي "إذن لقد جئت أخيرا" بينما رد مودي قائلا "نعم أنا هنا بالقطع".
وقال وكيل وزارة الخارجية الباكستانية إعزاز تشودري للصحفيين، إن مودي اتصل بشريف هاتفيا في وقت سابق، الجمعة، لتهنئته بعيد ميلاده وطلب منه أن يتوقف في باكستان وهو في طريق عودته إلى بلاده.
وأضاف تشودري: "قال له رئيس الوزراء لتأت من فضلك فأنت ضيفنا... فلتأت لاحتساء الشاي معي".
ويحل اليوم عيد ميلاد شريف السادس والستين وقد تزين منزل العائلة بالأضواء استعداد لحفل زفاف حفيدته يوم السبت. وتحدث مودي وشريف لنحو 90 دقيقة وتناولا وجبة الغداء قبل أن يعود الزعيم الهندي إلى بلاده.
وقال تشودري "بين القرارات التي اتخذت تعزيز
العلاقات بين البلدين وتقوية الاتصالات بين الشعبين أيضا، من أجل تهيئة مناخ لتعزيز عملية السلام".
وأضاف أن الخطوة التالية ستكون اجتماع وكيلي وزارتي خارجية البلدين في منتصف الشهر القادم.
وكان مودي في طريق عودته للهند بعد زيارة إلى روسيا وتوقف في وقت سابق، الجمعة، في العاصمة الأفغانية كابول، حيث افتتح مجمعا جديدا للبرلمان شاركت الهند في تشييده.
وتأتي زيارة لاهور بعد أن استأنفت الهند وباكستان الاتصالات رفيعة المستوى عقب حديث مقتضب بين شريف ومودي، في محادثات المناخ في باريس الشهر الماضي في إطار جهود إعادة استئناف محادثات السلام، التي عرقلتها هجمات المسلحين علاوة على انعدام الثقة.
وكان متحدث باسم مكتب شريف قال في وقت سابق لرويترز، إن الزعيمين سيناقشان عددا من القضايا الثنائية، بما في ذلك منطقة كشمير المتنازع عليها وهي أكثر القضايا جدلا بين البلدين.
وقال مساعد مقرب من مودي إن قرار الزيارة جاء عفويا من رئيس الوزراء ومن أجيت دوفال مستشاره للأمن القومي، وإنه يجب عدم اعتبار الزيارة تحولا مفاجئا في موقف الهند.
وأضاف المساعد الذي طلب عدم نشر اسمه: "لكن نعم... إنها مؤشر واضح على إمكانية العودة للتواصل بسرعة".
وانعدام الثقة بين الهند وباكستان عميق. وزيارة مودي هي الأولى لرئيس وزراء هندي إلى باكستان منذ هجمات مومباي في 2008 التي قتل فيها 166 شخصا على أيدي مسلحين تلقوا التدريب في باكستان.
وقال نالين كولي المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الذي ينتمي إليه مودي في نيودلهي، إن الهند مستعدة لاتخاذ خطوتين للمضي قدما إذا اتخذت باكستان خطوة واحدة لتحسين العلاقات.
ووصف حزب المؤتمر المعارض زيارة مودي بأنها لا جدوى منها، وقال إنه لا شيء حدث يبرر تحسُّن العلاقات بين البلدين. وكانت محادثات رفيعة المستوى بين البلدين ألغيت في أغسطس آب بعد انتهاكات للهدنة عبر الحدود.
وقال مانيش تيواري زعيم المؤتمر: "إذا كان القرار يفتقر تماما إلى الحكمة فهو إذن مثير للسخرية".
وتعهد مودي في افتتاحه مبنى البرلمان في كابول أن تساند الهند الحكومة الأفغانية، وحث القوى الإقليمية ومنها باكستان على العمل معا لإحلال السلام.
وقال مودي: "نعلم أن نجاح أفغانستان سيتطلب تعاون ومساندة كل جار من جيرانها".
وأضاف "يجب علينا جميعا في المنطقة - الهند وباكستان وإيران وغيرها- أن نتحد في ثقة وتعاون، من أجل الهدف المشترك وإقرارا بمصيرنا المشترك".