علقت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في افتتاحيتها على استعادة الجيش
العراقي لمدنية
الرمادي، بأنها هزيمة كبيرة لتنظيم الدولة.
وساقت الافتتاحية عددا من أسباب أهمية هذا الانتصار، منها استعادة
الجيش العراقي معنوياته، بعد الإهانة التي عانى منها لهروب قواته منها.
وتقول الصحيفة: "عندما سقطت مدينة الرمادي في منتصف أيار/ مايو، هبطت مصداقية الحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة إلى الحضيض. وما زاد في الإهانة أن الجيش الغازي لم يكن يتكون إلا من 650 رجلا، وقد تفوقوا بنسبة رجل لكل عشرة جنود فروا ببساطة، وذهبت معهم استراتيجية الولايات المتحدة في دعم وتدريب القوات العراقية التي أصبحت حطاما. ومرة آخرى سادت حالة من القلق حول سلامة العاصمة بغداد، التي لا تبعد سوى 70 ميلا شرق الرمادي".
وتضيف الافتتاحية: "يوم أمس عادت عاصمة
الأنبار، وهي أكبر محافظات العراق، إلى يد الجيش العراقي، الذي احتفل أيضا بحقيقة أنه ليس مدينا بتحقيق هذا النصر للمليشيات الشيعية المسؤولة عن المكاسب الأخيرة على حساب
تنظيم الدولة. وهذا أمر مهم؛ لأن الأنبار منطقة سنية، ولا يمكن لجماعات شيعية تحقيق نصر دائم فيها".
وتشير الصحيفة إلى أن "عودة الرمادي إلى سيطرة الحكومة العراقية تحول الأنظار إلى الموصل، شمال العراق، وهي المدينة الثانية فيه التي غزاها تنظيم الدولة في حزيران/ يونيو العام الماضي. وتعد من أكبر المراكز الحضرية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، ولهذا فإن استعادتها ستكون حدثا مهما أكبر استعادة من الرمادي".
وتحذر الافتتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، من التكهنات حول المدينة قائلة: "علينا أن نكون حذرين من التكهن حول مصير الموصل، فقد كان هناك حديث كثير حول استعادة المدينة في شباط/ فبراير، أي قبل عام تقريبا، ولم يحدث شيء".
وترى الصحيفة أن "تنظيم الدولة لا يحضر للهرب أيضا، فالتنظيم هو مزيج من قوة تقليدية وقوة عصابات، وهو ماهر في الهروب أمام قوة كبيرة في مناطق، وتحقيق انتصارات جديدة في مناطق أخرى. فالتنظيم قد يخسر مناطق في العراق، ولكنه متمسك بأراضيه في سوريا، ويحقق تقدما مهما في أفغانستان".
وتختم "إندبندنت" افتتاحيتها بالقول: "الحرب ضد تنظيم الدولة لا تقترب من نهايتها، وعليه فلا أحد يمكنه القول إن المد قد تحول".