قال ضابط في شرطة قضاء الخالدية شرق مدينة
الرمادي التي تسيطر عليها القوات الحكومية والصحوات، إضافة لمقاتلي
الحشد الشعبي، "إنه تم تشكيل قوة عاجلة من المتطوعين العشائريين، إضافة إلى عناصر من الحشد الشعبي، كتائب حزب الله العراق، تمركزت غرب قضاء الخالدية استعدادا لشن هجوم واسع على مناطق شرق مدينة الرمادي والتي تعتبر الجبهة الأقوى لتنظيم الدولة في المدينة".
وأضاف الضابط الذي طلب عدم كشف اسمه في حديث خاص بــ
"عربي21"، أنه تم التوصل إلى اتفاق بعد اجتماع عُقد أخيرا بين قائم مقام قضاء الخالدية مع قيادات أمنية، وقيادات من الحشد الشعبي، ومقاتلي العشائر، يقضي بتشكيل قوة مشتركة لغرض شن هجوم واسع لفرض السيطرة على مناطق سيطرة التنظيم في حصيبة الشرقية، وقد دعمت هذه القوات بعشرات المدرعات والعجلات العسكرية.
وحول حقيقة مشاركة الحشد الشعبي في معارك الرمادي، قال الضابط العراقي: "هناك محاولة للتكتم على مشاركة الحشد الشعبي في معارك الرمادي حيث تريد الإدارة الأمريكية إرسال رسائل تطمين لأهل السنة بأن من يحرر مدنهم قوات سنية ولا مشاركة للميلشيات فيها، لكن الحشد الشعبي مشارك وبقوة في مختلف الجبهات في الرمادي وهذه الحقيقة يعلمها الجميع، ومن منع سقوط الخالدية بيد
تنظيم الدولة أكثر من مرة هو الحشد الشعبي المكون من المليشيات الشيعية".
وردا على سؤال حول حقيقة تقدم القوات العراقية في الجبهة الشرقية للرمادي، يقول الضابط في شرطة الخالدية: "بعد أن هاجم تنظيم الدولة منطقة "تل مشيهد" قبل ما يقارب أسبوعين، وانسحب الجيش تاركا خلفه الشرطة، حدثت خلافات كبيرة بين الجانبين، وتبادلا اتهامات أثرت سلبا على الخطة التي كانت تقضي بالهجوم من الشرق تزامنا مع إعلان الحملة على الرمادي قبل أكثر من أسبوعين، لذلك كان اجتماع يوم أمس لحل الخلافات، وإيجاد صيغة يقبل بها الجميع، قبل أن يتم طلب تدخل الأمريكان الذين أصبحوا كهيئة حل المشاكل داخل مكونات القوات الحكومية"، على حد وصفه.
ويضيف الضابط: "بالرغم من أن مقاتلي الصحوات رفضوا أكثر من مرة مشاركة الحشد الشعبي بالمعارك معهم، إلا أنهم وافقوا هذه المرة بعد تلقيهم وعودا بأنهم سيمسكون الأرض حال تحقيق النصر واستعادة المناطق من سيطرة تنظيم الدولة، وأن يعود الحشد الشعبي ويخرج من مناطق أهل السنة، وهذه مرواغة واضحة من قيادة الجيش والجهات الحكومية بالخالدية التي اتفقت مسبقا مع قيادة المليشيات بأنها ستطلب بقاء الحشد حال سيطرة القوات على شرق الرمادي".
وختم المصدر حديثه قائلا: "مجلس محافظة الأنبار والإدارات المحلية فيها باتت تابعة للأحزاب الشيعية بالكامل، ابتداء بمحافظ الأنبار ورئيس مجلسها، وحتى أصغر مدير ناحية في المحافظة، لذلك فهي دوامة من الصراع لن تنتهي بخروج تنظيم الدولة من الرمادي والأنبار".
هذا، وقد أعلنت الحكومة العراقية استعادة السيطرة على كامل مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بعد إخراج مقاتلي تنظيم الدولة منها، إلا أن مصادر من داخل المدينة أكدت أن أكثر من 90 % من المدينة مازال تحت سيطرة التنظيم.