نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول آخر المعطيات التي كشفت عنها التحقيقات الخاصة بعملية
مداهمة شقة في ضاحية سان دوني الباريسية، استهدفت البلجيكي من أصل مغربي عبد الحميد أباعود، الذي يُعتقد أنه العقل المدبر لهجمات باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن عملية المداهمة التي قامت بها القوات الخاصة الفرنسية في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، لشقة كان يتحصن فيها عبد الحميد أباعود وابنة عمه حسناء آيت بولحسن، تم خلالها إطلاق حوالي خسمة آلاف رصاصة، ولكنها لم تصب أباعود ومرافقته بأي أذى، رغم أنهما قتلا في أثناء تلك المداهمة.
وأضافت أن تقرير الطبيب الشرعي الذي قام بفحص جثث القتلى، تضمن تأكيدا بأن وفاة عبد الحميد كانت نتيجة انفجار سبب له جروحا خطيرة واختراق شظايا معدنية لجسمه، حيث أشار إلى "عدم وجود تهتكات في الأنسجة قد يسببها طلق ناري". ما يعني أن أباعود توفي بسبب التفجير الانتحاري الذي قام به الشخص الثالث الذي كان موجودا معه، والذي قام بتفجير حزام ناسف في داخل الشقة.
وذكرت الصحيفة أن تقرير الطب الشرعي يشير إلى أن حسناء آيت بولحسن توفيت نتيجة الاختناق تحت الأنقاض، بعد أن كانت وسائل الإعلام قد ذكرت في البداية أنها هي التي قامت بتفجير حزام ناسف، قبل أن تتراجع عن هذه المعلومة.
أما الشخص الثالث، الذي تبين فيما بعد أنه هو الذي يقف وراء التفجير، فقد عثر على آثار حمضه النووي في السيارة المستعملة من قبل المجموعة التي هاجمت المطعم والمقهى في باريس، ورغم أنه لم يتم للآن تحديد هوية هذا الشخص، فإن هنالك اعتقادا بأنه هو المشارك الثالث في تلك العملية، الذي لا تزال السلطات تبحث عنه.
واعتبرت الصحيفة أن النقطة الأكثر إثارة للتساؤل، فيما تكشّف إلى حد الآن من تفاصيل، هي أنه تم العثور في شقة أباعود على مسدس واحد نصف أوتوماتيكي، في حين أن قائد وحدة العمليات الخاصة الفرنسية كان قد صرح لصحيفة "لوفيغارو"، بعيد نهاية العملية، بأن رجاله "تعرضوا لوابل من الرصاص عند اقترابهم من الشقة"، في مقابل حوالي خمسة آلاف رصاصة أطلقتها القوات الخاصة خلال هذه العملية التي استمرت سبع ساعات.
وأوضحت الصحيفة أن التحقيقات كشفت عن أن حسناء، التي كانت تكن مشاعر حب قوية تجاه ابن عمها عبد الحميد منذ أن كان عمرها 16 سنة وكانت تنوي الزواج منه، ذهبت للقائه في غابة في منطقة أوبارفيليي كان يختبئ فيها لمدة أربعة أيام. وقد نجحت الشرطة في تعقبها وتركيز كاميرات في المكان، والتنصت على اللقاء الذي تباهى فيها عبد الحميد أمام ابنة عمه بأنه يقود شبكة تضم 90 انتحاريا في الضواحي الباريسية، مستعدون جميعا لتنفيذ عمليات انتحارية خلال موسم أعياد الميلاد. كما ذكر لها أن تدفق اللاجئين على أوروبا خلال الصيف سهل عليه عمليات الاستقطاب وتجنيد المتشددين، بحسب الصحيفة.
وقد عبّر شخص ثالث كان حاضرا في هذه المقابلة التي جمعت عبد الحميد بابنة عمه، عن استغرابه من قيام أباعود بقتل مسلمين، ولكن هذا الأخير قلل من أهمية الأمر وقال بدم بارد: "هذه أضرار جانبية، ومن يضمن أنهم كانوا مسلمين صالحين؟".
وذكرت الصحيفة أن إحدى الشهادات المقدمة في أثناء التحقيق، تطرح تساؤلات حول تعاطي أباعود لمادة مخدرة، حيث قال مدير مقهى إنترنت حضر إليه في تلك الليلة لشراء هاتف وشريحة هاتفية وبطاقة شحن، أن "ما شد انتباهه في عبد الحميد في تلك الليلة، هو تورم وجهه وعينيه كما لو أنه تحت تأثير المخدرات، وهو أمر يمكن اكتشافه بسهولة في تلك المنطقة المليئة بالمدمنين".