حذر نشطاء من انتشار أمراض وبائية بين أهالي
مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب دمشق؛ سبب نفاد الأدوية الخاصة بالأمراض المعدية، مع استمرار
الحصار المطبق على المخيم.
وأشار النشطاء إلى النقص الحاد في الخدمات الطبية، حيث بدأت أمراض مثل الحمى التيفية (التيفوئيد) واليرقان وأمراض الكلى والجهاز التنفسي، بالتفشي بين السكان المتبقين داخل المخيم الذي يخضع الآن لسيطرة
تنظيم الدولة.
وفي لقاء خاص لـ"عربي21" مع المدير التنفيذي لمجموعة العمل لأجل فلسطيني
سوريا، أحمد حسين، تحدث عن انعكاسات الحصار الطويل على سكان أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين على الأراضي السورية، وشدد على ضرورة التحرك السريع لإدخال الأدوية اللازمة لإنقاذ ما يقارب 4000 محاصر، منعا من وصول الوضع الصحي في مخيم اليرموك إلى "المعدلات الوبائية"، بحسب وصفه.
ولفت حسين إلى "الاحتياجات الميدانية في اليرموك، خاصة في القطاع الطبي، بالنظر إلى انعكاسات الحصار وانقطاع المياه عن المخيم منذ سنوات، وما تسبب ذلك من انتشار العديد من الأمراض، خاصة تلك المتعلقة بالكلى نتيجة الاعتماد شبه الكلي على مياه الآبار الملوثة، فضلا عن اضطرار الأهالي لحرق المواد البلاستيكية بغية إعادة استحصال المحروقات لاستخدامها في التدفئة وتشغيل المولدات، الأمر الذي ساهم بانتشار أمراض الجهاز التنفسي العلوي، وغيرها من الأمراض".
وأضاف حسين: "هناك في مخيم اليرموك الكثير من الحالات المرضية التي لا يمكن حصرها، ومنها أمراض الدم والتيفوئيد واليرقان، وتلك الناتجة عن التعرض لعضات الحيوانات والكلاب الشاردة التي قد تكون مصابة بالسعار، فضلا عن توثيق مجموعة العمل للعديد من حالات الوفاة التي تسببت بها إصابات متوسطة وأمراض عادية لم تتلق الحد الأدنى من الرعاية الطبية بسبب نقص الإمكانات"، وفق تأكيده.
واستنكر المدير التنفيذي لمجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا سقوط 185 ضحية خلال العام الفائت؛ نتيجة عدة أسباب، على رأسها نقص الرعاية الطبية.
وتوجه بالنداء إلى الأونروا أولا، كجهة أممية مسؤولة عن
اللاجئين الفلسطينيين، لتأمين المواد الطبية وإدخالها للمخيم، كما دعا منظمة الهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر للاضطلاع بمسؤولياتهما في إنقاذ المدنيين المحاصرين، محذرا من التباطؤ في عمليات المساعدة.
وحمّل حسين النظام السوري والفصائل الفلسطينية "التي تحاصر مخيم اليرموك من الخارج، كالجبهة الشعبية والقيادة العامة وفتح الانتفاضة، وتنظيم الدولة الذي يسيطر عليه من الداخل، كامل المسؤولية عن أرواح أبناء الشعب الفلسطيني في اليرموك"، مجددا الدعوة إلى وقف استهداف المخيم، والسماح بعودة الأهالي والحفاظ عليه كمكان إقامة مؤقت لحين عودة اللاجئين إلى أراضيهم في فلسطين.
وأشار المتحدث إلى تعرض مشافي المخيم الرئيسية للقصف الممنهج، الذي أدى بدوره إلى وقوع أضرار كبيرة أسفرت عن خروج هذه المشافي عن العمل، بحسب قوله.
وكان تنظيم الدولة قد سيطر على مخيم اليرموك في نيسان/ أبريل الماضي، بعد اشتباكات مع فصائل أهمها "كتائب أكناف بيت المقدس" الفلسطينية. وأثار دخول عناصر التنظيم إلى المخيم، انطلاقا من الحجر الأسود، تساؤلات، حيث إن المخيم محاصر بشكل كامل من جانب قوات النظام والمليشيات الفلسطينية المتحالفة معها.