عمدت وسائل إعلام
فلسطينية على بث الأغنية الثورية، بالتزامن مع أحداث الانتفاضة الثالثة، على اعتبار أنها وسيلة مهمة في حشد الجماهير، وتحفيزهم على النضال والثورة.
وضجت وسائل الإعلام المختلفة، ومواقع التواصل الاجتماعي، بالعديد من الأغاني الجديدة التي أنتجت بعد انطلاق الانتفاضة، كأغنية "بهمّش" و"أرعبنا إسرائيل" و"
عشاق الطعن" و"أخت المرجلة".. وغيرها الكثير.
يقول عميد كلية الآداب في الجامعة الإسلامية بغزة، عبدالخالق العف، إن الأغاني الشعبية والثورية الفلسطينية والفلكلورية القديمة، وكذلك القصائد الشعرية والأدب والفن الشعبي؛ رافقت الفترات المختلفة للقضية الفلسطينية، مؤكدا أنها كانت تؤدي دورا مهما في "تحريض المقاتلين والمجاهدين على التصدي للمحتل الغاشم، ودعم صمود الشعب في جميع المجالات".
أقوى من الرصاص
وأضاف العف لـ"
عربي21"، أن "الدور الكبير لهذه الأعمال الفنية؛ كان أحيانا أقوى من الرصاص"، مستشهدا بأبيات شعرية للشهيد عبدالرحيم محمود، "طالما رددها ثوار شعبة الشهيد عزالدين القسام، وهي: سأحمل روحي على راحتي.. وألقي بها في مهاوي الردى.. فإما حياة تسر الصديق.. وإما ممات يغيظ العدا".
وتابع: "على امتداد شعراء المقاومة وحتى يومنا؛ هناك الكثير جدا من القصائد والأناشيد والأغاني التي ما زالت تمارس دورها الثوري والتحريضي، ولذلك فهي تزعج المحتل، وتترك في وجدان الشعب أثرا عميقا جدا".
وبيّن أن الدور المطلوب من "الأدب المقاوم؛ هو التحريض والتثوير والتنوير والتوعية وليس التخدير، خاصة وأننا أصحاب قضية مشتعلة، وانتفاضة مستمرة"، مطالبا الجهات الرسمية والشعبية، والمؤسسات الثقافية والفنية بـ"العمل على تطوير أشكال الأغنية الفلسطينية لتتواكب مع الانتفاضة الثالثة، وعدم التوقف عند حالة استرجاع أغاني
الثورة الفلسطينية زمن الستينيات".
وقال العف إن "على المختصين في هذا المجال؛ العمل على إنتاج أعمال بكلمات وألحان جديدة، تمتلك نفس قوة وعنفوان الأغاني القديمة، بحيث تستثمر التقنيات الحديثة".
تطوير الأغنية الثورية
من جانبه؛ أكد الأخصائي النفسي سمير زقوت، أن للأغاني الثورية الفلسطينية "دورا كبيرا ومهما في تطور الثورة الفلسطينية خلال مراحلها المختلفة، حيث ساهمت في نشر مفاهيم الثورة ببساطة وبدون تعقيدات، وعلى مستوى أوسع بين جماهير الشعب الفلسطيني، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية".
وقال لـ"
عربي21" إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "أدرك مدى خطورة الأغاني الثورية على الاحتلال، ودورها في استمرار الانتفاضة، ما دفعه إلى أن يطالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بالعمل على وقف بثها".
وأضاف: "للأغنية الثورية دور كبير على المستوى النفسي والثقافي والشعوري والعاطفي في تثوير الجماهير، وإبقاء ذاكرة الأجيال - وخاصة الأطفال - حية، بامتلاكهم رصيدا ثوريا تجاه بلدهم المحتل فلسطين".
واتفق زقوت مع الشاعر العف، على وجوب "تطوير مفاهيم وأساليب جديدة للأغنية الثورية؛ بما يتوافق مع متطلبات العصر"، مؤكدا أهمية الدمج بين الصوت والصورة، وترويج الأغنية الثورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "لأن ذلك يساهم بشكل أكبر في تثوير الجماهير، وخاصة إذا تضمنت مشاهد للأطفال والشهداء الذين أعدمهم الاحتلال بدم بارد".