بدأ
الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، بتنفيذ المرحلة الثانية من "مشروع
القطار الخفيف" بمدينة
القدس المحتلة، الأمر الذي عده خبراء بالشأن المقدسي "كارثة ستمزق الأحياء الفلسطينية، وتساهم في ترحيل المقدسيين وجذب المستوطنين إلى المدينة المقدسة".
وأوضح مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق بالقدس، خليل التفكجي، أن استكمال مشروع القطار الإسرائيلي الذي افتتح عام 2000؛ هو "أخطر المشاريع الاستيطانية التي يتم العمل بها حاليا في مدينة القدس المحتلة".
وقال لـ"
عربي21" إن المرحلة الثانية من المشروع "تهدف إلى استمرار عملية ربط الشطر الغربي من مدينة القدس، المحتل عام 1948، بالمستعمرات الإسرائيلية التي أقيمت داخل الشطر الشرقي المحتل عام 1967، حيث أقام الاحتلال العديد من المستوطنات جنوب غرب وشمال شرق المدينة المقدسة".
بنية تحتية متكاملة
وأشار التفكجي إلى أن "تنفيذ وإتمام هذا المخطط الاستيطاني التهويدي؛ يلزمه إقامة بنية تحتية متكاملة، يصعب الفصل بينها في المستقبل، وتمنع قيام دولة فلسطينية"، مؤكدا أن الاحتلال يسعى إلى "إيجاد حركة سهلة للمستوطنين ما بين المستعمرات الإسرائيلية في القدس".
وبيّن أن الاحتلال يسعى بكل قوة إلى جعل القدس "مدينة جاذبة للسكان الإسرائيليين، وهذا ما يحققه مشروع القطار الخفيف"، موضحا أن هذا القطار هو "جزء من البنية التحتية التي يجري العمل بها، فهناك مشاريع لإقامة جسور وأنفاق لربط هذه المستعمرات بعضها ببعض، وعزل القرى الفلسطينية في الوقت نفسه".
وتابع التفكجي: "عندما يقيم الاحتلال الشوارع العريضة بين الأحياء والقرى الفلسطينية بالقدس؛ فإن هذا يعني عزلها بشكل كامل عن بعضها العض، وعدم السماح بتوسعتها في المستقبل، وهو ما ينتج عنه طرد للسكان المقدسيين بشكل تلقائي".
مهندسو التخطيط
من جانبه؛ أكد الخبير في شؤون القدس جمال عمرو، أن "مهندسي التخطيط لدى الاحتلال؛ هم قادة عسكريون أمنيون؛ يعملون على تدمير حياة الإنسان الفلسطيني بكل الوسائل والطرق، سواء من خلال جدار الفصل العنصري، أم الاستيطان، أم القطار الإسرائيلي الاستيطاني الخفيف".
وقال لـ"
عربي21" إن القطار الخفيف "الذي يتلوى في الأحياء الفلسطينية ولا يخدمها؛ يخطف الأرض والفضاء، ويقسم الأحياء، ويدمر حركة السير؛ خدمة للمستوطنين"، مؤكدا أن الاحتلال "دمر فضاءات الأحياء الفلسطينية بالقدس، رغم ما تعانيه من قلة مساحة الأراضي بداخلها".
وبيّن عمرو أن مسار المرحلة الأولى للقطار تبدأ من منطقة مصرارة، ثم السير شمالا تجاه منطقة شعفاط، ليلتهم الشارع الرئيس فيها، ويمر بحي بيت حنينا، وينحرف جزئيا شرقا، وصولا إلى مخيم شعفاط الذي يحتوي على محطة رئيسة تقف فيها عشرات القطارات.
وأوضح أن المرحلة الثانية تعمل على "توسعة شبكة القطار من أجل الوصول للمنطقة الصناعية (عطروت) شمال القدس، ويمر في مستوطنة (معاليه أدوميم) شرق القدس ليربطها بالشطر الغربي.
وطالب عمرو الدبلوماسية الفلسطينية بالعمل على "إيقاف مشروع القطار التدميري الاستيطاني، حاليا ومستقبلا بكافة الوسائل".