قبل أيام قليلة من حلول الذكرى الخامسة لإحياء ثورة 25 كانون الثاني/ يناير، بدأت مساء الخميس قوات من
الجيش المصري بالنزول والتواجد في بعض الميادين والشوارع الرئيسية.
وفي الوقت الذي لم يشر فيه المتحدث العسكري باسم الجيش، محمد سمير، إلى هذا الأمر ودوافعه، قالت وسائل إعلام تابعة لسلطة الانقلاب إنه يأتي في إطار خطة تأمين المنشآت والأهداف الحيوية وحماية المواطنين، في ذكرى الثورة، وفق توجيهات القيادات الأمنية، وبتنسيق كامل مع رجال الشرطة.
ورصد بعض المواطنين قيام سيارات ومدرعات تابعة للجيش تجوب بعض الميادين والشوارع، وتم تداول بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لتلك السيارات والمدرعات، التي تحمل شعار "حماية المواطنين".
ووصفت وكالة "رويترز" الحملة الشرسة التي تشنها السلطات حاليا، بأنها "أصعب حملة أمنية في تاريخ مصر"، تزامنا مع إحياء الذكرى الخامسة لثورة
25 يناير، في إشارة واضحة إلى أن السلطات "قلقة للغاية".
ونقلت الوكالة في تقرير لها نشرته تحت عنوان "في مصر.. من يخاف 25 يناير؟"، عن محللين سياسيين تصريحاتهم بأن الحكومة تسير على خط رفيع لإجهاض الاحتجاج، لافتة إلى أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية احتجزت السلطات عشرات النشطاء وأغلقت مراكز ثقافية، كما أنها دعت خطباء المساجد لإثناء المصلين عن الاحتجاج؛ باعتباره إحداثا للفوضى يخالف الدين.
وفي الأيام الأخيرة، نفذت الشرطة حملات تفتيش واسعة لشقق سكنية خاصة في وسط القاهرة قرب ميدان التحرير، الذي كان مركز أحداث انتفاضة 2011، وقالت إنها ضبطت عشرات الأجانب الذين انتهت إقامتهم، ما يعيد إلى الأذهان ما حدث إبان حكم مبارك في 2011 حين اتهمت السلطات أجانب بالتحريض على الاحتجاج، وفق "رويترز".
من جهته، قال القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب المهندس إيهاب شيحة: "ما يقوم به نظام السيسي من استعدادات غير مسبوقة تكتمل بنزول الجيش للشوارع، رغم عدم وجود دعوات للنزول كسابقاتها، يؤكد أن هذه التحركات لمواجهة انقلاب على الانقلاب".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "هناك تذمر شديد من فشل السيسي داخليا، وغبائه دوليا، وابتزازه إقليميا، وهناك حراك كبير نحو استبداله في مشهد انقلاب على الانقلاب، وهناك محاولات ليكون ذلك بتنازل منه ليحفظوا له شكله، ويسعى هذا الحراك الإقليمي والمدعوم من البعض (لم يسمهم) لإبعاده عن المشهد بأي من هذه الوسائل".
وأردف "شيحة" الذي يشغل منصب رئيس حزب الأصالة: "لذا، فكان رد الفعل العنيف ضد الشباب، الذي توقعت أن يكتمل بتفجير وخلافه من الممارسات المعلومة لكل ذي عينين، أنها ممارسات النظام، لتكون ذريعة لنزول الجيش، ومحاولة إحباط أي تحرك ضده".
وأشار "شيحة" إلى أن ما وصفه بحالة "الهلع" قد تكون تصاعدت، لاسيما بعد حراك تونس، ما سيدفع الانقلابيين في مصر لاستخدام كل الوسائل التي وصفها بـ"القذرة" ضد كل أبناء الشعب لتبرير القتل والقمع، على حد قوله.