تعد منطقة اللجاة الوعرة، وتحديدا قرية حوش حماد ومحيطها في الريف الشمالي الشرقي لدرعا، المركز الوحيد لتنظيم الدولة في المحافظة الواقعة في جنوب
سوريا، باستثناء منطقة تواجد لواء شهداء اليرموك الذي يستمر بالنفي حول أي علاقة او مبايعة للتنظيم.
واستطاع
تنظيم الدولة الحفاظ على تواجده في
درعا؛ بالرغم من المحاولات المتكررة من قبل الفصائل المختلفة، لطرده منها بشكل نهائي.
ويقول إياد الطاعنة، قائد تجمع ألوية العمري التابعة للجبهة الجنوبية في
الجيش الحر، لـ"عربي21": "بدأ ظهور تنظيم الدولة في منطقة اللجاه تقريبا في الشهر السابع من عام 2014، عندها تسربت لنا بعض المعلومات عن وجود خلايا تتبع لتنظيم الدولة في منطقة اللجاه من الشمال في قرية الهويا، ويوجد ضمن هذه الخلية خالد الشولي، يُقال إنه الأمير العسكري لتنظيم الدولة في الجنوب".
وأضاف: "من خلال رصد ألوية العمري لقرية حوش حماد، تبين لدينا وجود أشخاص من خارج المنطقة وآخرين من درعا، وعندها تم التأكد من أنهم خلايا تابعون لتنظيم الدولة"، وفق قوله.
ويتابع القطاعنة: "حينها قامت ألوية العمري بالاشتراك مع عدد من الفصائل؛ باقتحام قرية حوش حماد، حيث قامت ألوية العمري بتطويق المكان بشكل مباشر، وكان ذلك أول اشتباك في منطقة اللجاة مع التنظيم، وحينها قتل منهم من قتل، وأسر عدد منهم".
وأشار القطاعنة إلى أن أبرز خسائر التنظيم كانت في محاولة اقتحام قرية المدورة والشومرة، في القطاع الشمالي للجاة، في 2 كانون الثاني/ يناير 2015، حيث قتل منهم 23 شخصا وأسر ثمانية، إضافة لاغتنام أسلحة خفيفة.
إلا ان التنظيم نجح بضبط صفوفه، واستطاع تجنيد العديد من أبناء المنطقة في حوش حماد، لتكون مركزا لتواجده بدرعا، بحسب القطاعنة الذي قال: "بعد دحرهم من قرية الهوية تمركزوا في قرية حوش حماد التي تعتبر المعقل الوحيد في منطقة اللجاه للتنظيم، مستغلين تضاريس القرية الطبيعية الأكثر ووعورة وصعوبة في منطقة اللجاة".
يضيف القطاعنة: "بعدها وصلتهم تعزيزات من الرقة (قوامها) 200 مقاتل تقريبا، وحاولوا مجددا اقتحام قرية المدورة، وكانت أكبر معركة مع التنظيم. دخلوا القرية وقتل منهم 38 شخصا وتراجعوا إلى معقلهم في حوش حماد".
وأوضح قائد تجمع ألوية العمري؛ أن أصعب الأمور التي يواجهونها هي أن هنالك فصائل تمتنع عن قتال التنظيم.
من جهته، قال محمد الدمشقي، أحد المطلعين على أمور التنظيم في درعا، إن التنظيم يتمركز في منطقة اللجاة، "وبشكل رئيسي في بلدة حوش حماد، والنقاط الحاكمة في محيطها، أما كامتداد فهناك امتداد له باتجاه شمال السويداء وشرق خلخلة وصولا لآبار القصب".
وحول أمكانية تقدم التنظيم في مناطق سيطرة الجيش الحر في درعا، قال الدمشقي لـ"عربي21": "لم تجر أي محاولات جادة لفتح جبهات ضد الجيش الحر في درعا، ومعظم المعارك كان التنظيم بموقف المدافع، باستثناء ما حصل عند مهاجمة بلدة المدورة ولم يكن الهدف حينها السيطرة بشكل كامل"، وفق قوله.
وتعرضت مناطق اللجاة التي يسيطر عليها التنظيم لهجمات من قبل الجيش الحر وفصائل إسلامية. لكن الدمشقي يشير إلى أن التنظيم لم يتراجع في المنطقة "على الرغم من شن الفصائل مجتمعة لأكثر من ثلاث معارك مدعومة خلالها بطائرات التحالف".
وأضاف: "التنظيم في منطقة اللجاة له وجود محدود، يقتصر على أبناء المنطقة؛ لأنه لم يكن ينوي دخول المنطقة في المقام الأول حتى ينشئ قوة رئيسية هناك، والعدة متفاوتة بين الرشاشات بمختلف الأحجام والهاون"، بحسب قول الدمشقي.
وأوضح الدمشقي أن التنظيم "تقدم شمال السويداء وسيطر على مساحات واسعة في ريفها الشمالي، واقترب أكثر من مرة من مطار خلخلة، وشن معارك في محيطه، ولم يفضل قتال المعارضة بدرعا"، كما قال.