كشف مصدر سعودي مطلع، اليوم الأربعاء، أن "
الهبة" الضخمة التي قدمتها العائلة المالكة
السعودية لرئيس وزراء
ماليزيا نجيب رزاق، كانت بهدف "مساعدته للفوز بانتخابات عام 2013".
وكان النائب العام الماليزي أعلن تحويل "هبة" قيمتها 681 مليون دولار أمريكي إلى حساب رزاق الشخصي من العائلة المالكة السعودية.
وبرأ النائب العام، أمس الثلاثاء، رئيس الوزراء من شبهات فساد تتعلق بهذه الهبة، واعتبرها مسألة شخصية بين السعوديين ورزاق.
وقال المصدر السعودي لشبكة "بي بي سي " البريطانية اليوم، إن "الهبة قدمت في سياق قلق ساور السعودية من نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في ماليزيا".
وفي موسم الانتخابات عام 2013 في ماليزيا، ضم تحالف المعارضة "الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا". وقد استلهم مؤسسو الحزب فكر الإخوان المسلمين، رغم أنه لم تكن هناك سوى دلائل قليلة على أن الجماعة تتمتع بتأييد كبير في ماليزيا.
وقد فاز التحالف بقيادة رزاق في الانتخابات، غير أن النتائج عكست واحدة من أسوأ النتائج التي يحققها الحزب خلال أكثر من 50 عاما في السلطة.
وأضاف المصدر السعودي أن "الملك السعودي الراحل عبد الله صدق شخصيا على تقديم الهبة لنجيب رزاق".
وأشار المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، إلى أن "دفع الهبة صُدق عليه من جانب الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، مؤكدا أن "الأموال دُفعت من حساب الملك الشخصي وخزينة الدولة السعودية".
وبحسب المصدر، فإن غرض الهبة كان بسيطا، وهو مساعدة رزاق وتحالفه على الفوز في الانتخابات، عن طريق توظيف فريق اتصالات استراتيجي له خبرة دولية، والتركيز على مقاطعة ساراواك، وتمويل برامج اجتماعية عبر حملات حزبية.
وأوضح تقرير "بي بي سي"، أنه ردا على سؤال عن سبب اهتمام السعوديين بانتخابات في دولة غير عربية تبعد عن بلادهم أكثر من 6 آلاف كيلومتر، فقد قال المصدر إنه القلق من القوة الصاعدة للإخوان المسلمين، الذين تعتبرهم السعودية تنظيما إرهابيا.
وأثار صعود الإخوان المسلمين في
مصر قلق السعودية التي أيدت عزل الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي، ودعمت ماليا نظام الحكم الذي خلفه، بحسب التقرير.
وكان السعوديون قد أصيبوا بخيبة أمل بالفعل بسبب الأوضاع في مصر، التي كان الرئيس محمد مرسي، المعزول الآن، مشغولا بتقوية قبضة الإخوان المسلمين فيها، وفقا لما أورده التقرير.
وبحسب التقرير، فإنه بعد أشهر قليلة من الانتخابات الماليزية، أي في الثالث من تموز/ يوليو 2013، خلع الجيش المصري الرئيس مرسي، أحد قادة الإخوان، فيما ساور السعوديين قلق من دور الإخوان في حركة المعارضة الرافضة لعزل مرسي، وكذلك من دعم قطر للإخوان وغيرهم من الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط.
وأشار المصدر السعودي إلى أن مثل هذه الهبات الشخصية التي تقدمها العائلة المالكة السعودية أمر معتاد. وقال إن الأردن والمغرب ومصر والسودان حصلت على هبات بمئات الملايين من الدولارات من جيب العائلة المالكة السعودية.
وأضاف المصدر: "لا شيء غير معتاد في هذه الهبة إلى ماليزيا"، مبينا أن "هذا الأمر شبيه للغاية بطريقة عمل السعوديين في عدد من الدول".
وقد سارعت السعودية إلى المساندة في الإطاحة بالرئيس مرسي في مصر، وقدمت للحكومة المسنودة من الجيش معونات وقروضا بمليارات الدولارات.
وذكر التقرير أن الهبة السرية السعودية لرزاق قد دفعت عبر تحويلات على دفعات بين أواخر شهر آذار/ مارس عام 2013 وأوائل نيسان/ أبريل من العام نفسه، قبيل الانتخابات التي أجريت في الخامس من آيار/ مايو 2013.
وتقول تقارير إن الأمير تركي بن عبد الله، أحد أبناء الملك الراحل، له تعاملات تجارية واقتصادية واسعة في ماليزيا.
وكان المدعي العام الماليزي محمد أباندي علي، قال إن "الهبة" مسألة شخصية بين السعودية ورزاق ولا شبهة فساد فيها.